الزيارة والتبرك والتوسل
  وقد اتسم الزيدية بهاتين الصفتين: أعني الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر منذ العهد الأول وإلى اليوم، وصار الخروج على الظلمة شعاراً يتميزون به بين طوائف المسلمين، لا يفرطون في القيام بهذه الفريضة اللازمة، فصدق الله العليم {اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ}[الأنعام: ١٢٤].
الزيارة والتبرك والتوسل
  ومِما حصل فيه اختلاف الزيارة للقبور، فعند أئمتنا استحباب الزيارة لرسول الله ÷ وللصالحين، ولا سيما آل النبي ~ وعليهم، والتماس البركة بزيارتهم، واستنجاح المطالب بحقهم.
  أما الصلاة على القبور فلا تجوز عند أهل البيت $، ويكرهون الصلاة إليها وبين المقابر، ولا يرون بأساً ببناء القباب ونحوها على القبور، ولا بتسريج القباب وفرشها.
  والدليل على كل ذلك، أما الزيارة لقبر الرسول ÷: فما روي عنه ÷: «من زار قبري وجبت له شفاعتي»(١)، وقوله ÷: «من حج فزار قبري بعد وفاتي كان كمن زارني في حياتي»(٢)، وغير ذلك من الروايات الكثيرة عن النبي ÷، ومن
(١) رواه الإمام الهادي # في كتاب الأحكام، والإمام أحمد بن عيسى في الأمالي، وورد في أمالي أبي طالب، وفي درر الأحاديث النبوية، وفي شفاء الأوام، وفي المختار من صحيح الأحاديث والآثار وغيرها بألفاظ متقاربة.
(٢) ورد هذا الحديث والذي قبله في مصادر كثيرة من كتب أهل البيت $ =