نظرات في ملامح المذهب الزيدي وخصائصه،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

بيان المقصود

صفحة 16 - الجزء 1

بيان المقصود

  وليس المقصود هنا أن نبين الأدلة الدالة على أن الحق في جانب العترة وشيعتهم وبيان المراد بأهل البيت، بل الغرض بيان مذهب الزيدية في ما وقع فيه الخلاف من أمهات المسائل الأصولية، ليكون المكلف على بصيرة بعقيدته، وعقيدة أئمته وأهل نحلته، ولم نأت بشيء جديد، غير أنا اخترنا بعض المسائل المهمة التي كثر حولها النزاع، ولم نتعرض لغيرها إلا ما لا بد منه، أو دعت إليه حاجة.

اختلاف الأمة وتفرقها

  لا شكَّ في حصول التفرق والاختلاف بين الأمة الإسلامية منذ العصر الأول وإلى اليوم، يستحل بعضهم دماء بعض، ويكفر بعضهم بعضاً، وتماماً كما حكى الله عمن قبلهم من أهل الكتاب {وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ}⁣[البقرة: ١١٣]، وكلا التفرق والاختلاف مذموم، لا فرق بين تفرقوا واختلفوا، كما فَرَّقَ بعضُ المتطفلين بجواز الاختلاف دون التفرق، أَوَلَم يقرأْ هذا المتطفل قوله تعالى: {وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ}⁣[البقرة: ٢٥٣]، {فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ}⁣[البقرة: ٢١٣] {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}⁣[آل عمران: ١٠٥].

  إذاً فالاختلاف والتفرق معصية كبيرة، بدلالة وعيد القرآن، ولا