نظرات في ملامح المذهب الزيدي وخصائصه،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

الاشتراك في الاسم لا يوجب الاشتراك في المعنى

صفحة 30 - الجزء 1

  فإذا ثبت أن الله سبحانه ليس بجسم بالأدلة النقلية والنظرية الصحيحة انتفى عنه سبحانه وتعالى جميع صفات الأجسام.

  فلا يجوز عليه سبحانه وتعالى الصعود والهبوط، والذهاب والمجيء، لأن ذلك صفات للأجسام، وعوارض لها، وكذلك الحركة والسكون؛ لأنهما من صفات الأجسام وخصائصها، وكذا سائر صفات الأجسام وأعراضها، نحو التجزؤ والانقسام، والكلية والبعضية، والألوان، والفرح والضجر، والهم والغضب والرضا، والعزم، والإرادة والكراهة، والغضب، والرقة والسهو والغفلة.

  وبهذا الدليل يبطل قول من أثبت لله تعالى وجهاً، وعينين، ويدين، وأصابع، وجنباً، وقدمين وإلى آخره على الحقيقة.

الاشتراك في الاسم لا يوجب الاشتراك في المعنى

  وهناك صفات أُطلقت على الله سبحانه وتعالى، وأطلقت أيضاً على المخلوقين، والاشتراك في الاسم لا يوجب الاشتراك في المعنى، فمعناها: حينما تطلق على الإنسان غير معناها بالنسبة إلى الله تعالى، وسنفصلها كلمة كلمة:

  صفة الوجود بالنسبة للإنسان ونحوه من المحدثات معناها: الوجود المحدود بأن له ابتداءً وانتهاءً، قال تعالى: {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا ١}⁣[الإنسان]، وفي التحقيق الإنسان ونحوه موجود على صيغة المفعول وجد بقدرة قادر.