نظرات في ملامح المذهب الزيدي وخصائصه،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

مفارقات قرآنية

صفحة 31 - الجزء 1

  ومعناها في الخالق سبحانه مُغايرٌ لمعناها في المخلوق فلا أولية لوجوده ولا آخرية {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ٣}⁣[الحديد]، وهو سبحانه الموجد لكل الموجودات على صيغة الفاعل، وقد اشتهر عند المتكلمين هذه العبارة: واجب الوجود، وذلك للتفرقة بين الخالق والمخلوق، فقالوا في المخلوقات أنها: جائزة الوجود، وقالوا أيضاً في المستحيل وجوده كالجمع بين النقيضين: مستحيل الوجود.

مفارقات قرآنية

  الله قوي عزيز، والإنسان خُلِقَ ضعيفاً.

  والله غني حميد، والإنسان خُلق فقيراً.

  والله لم يلد ولم يولد، والإنسان والد ومولود.

  والله لا يضل ولا ينسى، والإنسان محل النسيان.

  والله هو الملك القدوس ذو الجلال والإكرام، والإنسان محل النقائص.

  والله حي لا يموت، والإنسان محكوم عليه بالموت.

  والله لا تأخذه سنة ولا نوم، والإنسان تأخذه السنة والنوم.

  والله المالك للكون وما فيه، والإنسان مملوك.

  وغير ذلك كثير في الكتاب الكريم، فلا مشاركة، ولا مشابهة بين الله وخلقه في شيء، وما وقع من ذلك نحو (موجود) فإنما هو من قبيل التسمية لا من حيث الحقيقة، وكذلك (قادر)، و (عالم)، و (حي).