نظرات في ملامح المذهب الزيدي وخصائصه،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

الفرق بين قدرة الخالق وقدرة المخلوق

صفحة 34 - الجزء 1

الفرق بين قدرة الخالق وقدرة المخلوق

  القدرة في الإنسان عَرَضٌ هي غيره، فهو قادر بهذه القدرة التي هي عرض، وكما قلنا وشرحنا في مسألة العلم نقول هنا، فقدرة الله هي ذاته، فهو سبحانه قادر لا بقدرة لقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}.

الفرق بين صفة حي في حق الخالق والمخلوق

  الحياة في الإنسان وسائر الحيوان عرض، وصفة هي غير الإنسان، إذا ذهبت هذه الصفة والعرض من الحيوان صار كالجماد، فهو حي بهذه الحياة التي هي عرض غيره، والقول هنا كالقول في العلم سواءً سواءً.

  فهو سبحانه حي لا بحياة، ومعنى هذا أن الله تعالى يوصف بأنه حي ويسمى بذلك، ولكن ليس له تعالى صفة يقال لها الحياة كما في الإنسان الضعيف، فإنه فيه - أي في الإنسان - صفة زائدة على ذاته، إذا ذهبت منه هذه الصفة (الحياة) صار جماداً.

  إذاً فالإنسان شيء والحياة شيء آخر، الإنسان موصوف، والحياة: صفة، والله سبحانه وتعالى ليس كذلك، فليس له حياة هي شيء آخر غيره، كما في الحيوان، وهذا معنى قول أئمتنا $ إن صفاته تعالى ذاته كما قدمنا.