نظرات في ملامح المذهب الزيدي وخصائصه،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

معنى الرضا والغضب في حق الخالق وحق المخلوق

صفحة 36 - الجزء 1

  الله تعالى، فالرحمن الرحيم ذو الرحمة صفات لله تعالى باعتبار أنه أنعم على خلقه بأصول النعم وفروعها، وقد سمى الله تعالى بعض تلك النعم رحمة، قال تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (٥٨}⁣[يونس]، وقال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ}⁣[الفرقان: ٤٨].

  فرحمة الله تعالى هي أفعاله التي أنعم بها على خلقه، كما وصف جل وعلا بخالق ورازق لفعله الخلق والرزق.

  قال أمير المؤمنين # فيما رواه عنه السيد حميدان: «يقول ولا يلفظ، ويريد ولا يضمر، ويبغض ويغضب من غير مشقة».

معنى الرضا والغضب في حق الخالق وحق المخلوق

  الرضا من الله سبحانه وتعالى ليس برقة كما هو في المخلوق؛ لأن الله تعالى لا تحله الأعراض التي هي من توابع الأجسام، تعالى سبحانه عن مشابهة المخلوق {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}، {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ٤}.

  إذاً فالرضا من الله سبحانه وتعالى: هو الحكم باستحقاق الثواب وزيادة الهدى والتنوير والألطاف.

  والغضب: هو الحكم باستحقاق العقاب، وسلب الهدى والتنوير، والألطاف الزائدة على الهداية العامة التي لا يصح التكليف للمكلف إلا بوجودها.