الكلام في حق الخالق وحق المخلوق
  وفي كتاب الإتقان قال الرازي: جميع الأعراض النفسانية أعني الرحمة والفرح، والسرور والغضب، والحياء والمكر، والاستهزاء لها أوائل ولها غايات، مثاله: الغضب فإن أوله غليان دم القلب، وغايته إيصال الضرر إلى المغضوب عليه، فلفظ الغضب في حقِّ الله لا يُحمل على أوله الذي هو غليان دم القلب، بل على غايته الذي هو إرادة الإضرار.
  وكذلك الحياء أوله انكسار يحصل في النفس، وله غاية، وهو ترك الفعل، فلفظ الحياء في حقِّ الله يحمل على ترك الفعل لا على انكسار النفس.
الكلام في حقِّ الخالق وحق المخلوق
  الكلام إذا نسب إلى المخلوقين من البشر، مباين للكلام الصادر عن ذي العزة والجلال، إذ لا مشابهة بين الخالق والمخلوق، بدليل: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}، {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ٤}.
  فكلام الله سبحانه بغير آلة، فلا حلق، ولا لسان، ولا حنك، ولا خيشوم، ولا شفة - تعالى سبحانه عن ذلك - إذ لا يحتاج إلى هذا إلا المخلوق الضعيف.
  إذا عرفت ذلك فقد يكون كلامه كما كلم موسى من الشجرة بخلقه فيها، كخلقه للرعد والمطر والرياح، وقد يكون كلامه بأن يلقيه في قلب ملك، فيلقيه إلى ملك تحته إلى آخر ما جاءت به الرواية عن النبي ÷.