نظرات في ملامح المذهب الزيدي وخصائصه،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

شبهة وجوابها حول كلام الله تعالى

صفحة 39 - الجزء 1

  أما التلفظ عن آلة كما في المخلوقين، فذلك مستحيل في الخالق تعالى وتشبيه له جل وعلا بخلقه.

شبهة وجوابها حول كلام الله تعالى

  قال في مختصر العقيدة الواسطية: إن الله متكلم بكلام قديم النوع (مجموعه)، حادث الآحاد (الحروف)، وإنه لم يزل يتكلم بحرف وصوت ... الخ.

  والجواب: أن قولهم هذا مناقضة، إذ أن النوع الموجود في الخارج هو عبارة عن جمع آحاده، فإذا كانت الآحاد محدثة فإن جملتها محدثة، والكلام المشتمل على الحروف والأصوات مُحْدَثٌ، بدليل ترتب بعضه على بعض، توجد الكلمة بعد الكلمة، والحرف بعد الحرف، وهذا لا يشك عاقل في حدوثه.

  وقولهم: إن الله تعالى لم يزل يتكلم بحرف وصوت، رجم بالغيب ولا فائدة في التكلم في الأزل، إذ فائدة الكلام إفادة المخاطب وإعلامه، ولا مُخَاطَب في الأزل، والله تعالى حكيم لا يفعل العبث.

شبهة أخرى وجوابها في كلام الله تعالى

  وفي المختصر أيضاً قوله: والكلام صفة ذات من حيث تعلقها بذاته، وصفة فعل من حيث كانت متعلقة بالمشيئة والقدرة.

  والجواب: أن هذه مناقضة أيضاً، فمعنى أنه صفة ذات: أنه قديم، ومعنى صفة فعل: أنه محدث، إذ أفعاله تعالى محدثة.