نظرات في ملامح المذهب الزيدي وخصائصه،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

شبهة وجوابها حول كلام الله تعالى

صفحة 40 - الجزء 1

  نعم، الذي تدل عليه الأدلة أن القرآن فعل فعله الله تعالى كسائر أفعاله، قال تعالى: {وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا}⁣[النساء: ١٦٤]، فالكلام فعل، والله سبحانه هو فاعله.

  وقول صاحب المختصر: إنه صفة ذات باطل:

  أولاً - بما أورده هو نفسه من أن الكلام صفة فعل من حيث تعلقه بالمشيئة.

  ثانياً - عدم دليل يدل على ذلك، بل قد قام الدليل على بطلانه، وهو ما قدمنا أنَّ الكلام فعل من أفعال الله تعالى.

  ثالثاً - وهو دليل إلزامي: وهو أنه يلزم في سائر أفعال الله تعالى أنها صفات ذات من حيث تعلقها بذاته، وصفات فعل من حيث تعلقها بالقدرة والمشيئة.

  وكما قال في المختصر إن النزول والذهاب والمجيء صفات لله قائمة بذاته تكون هذه الصفات صفات فعل وصفات ذات، فيلزم أن تكون هذه الصفات قديمة ومحدثة.

  نعم، أكبر الظن أنَّ صاحب المختصر لا يعرف معنى صفة الذات ولا صفة الفعل، وأنه بليد الفطرة، منكوس الفؤاد، يتناقض في أقواله، يُثْبِتُ الأَمرَ من جهة ثم ينفيه من جهة أخرى، كما سيأتي له في اختيار العبد لفعله بقدرته، ثم مناقضته لذلك بأنَّ الله خلق فعل العبد، وإثباته لِمَا لَم يقل به أحدٌ من الأمة قبله في صفات الله تعالى.