نظرات في ملامح المذهب الزيدي وخصائصه،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

الأيدي واليدان

صفحة 44 - الجزء 1

  فمن هنا عرفنا أن هذه الآيات الكريمة التي ظاهرها يوهم التناقض غير متناقضة وأن معانيها غير متخالفة.

  نعم، إذا استقرينا كلام علماء المسلمين حول هذه الآيات وجدنا كلامهم متحداً حول قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}، فلم يفسرها أحد فيما نعلم بخلاف ظاهرها، فقد أجمع المسلمون على أن المقصود بها ظاهرها، وأن لا تأويل فيها.

  ثم وجدناهم اختلفوا في تفسير آيات التشبيه كقوله تعالى: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ٢٧}، فمنهم من أبقاه على ظاهره، وهم الظاهرية، ومنهم من حملها على معان أُخَرَ غير المعنى المتبادر عند الإطلاق، وهم الزيدية والمعتزلة وغيرهم.

الأيدي واليدان

  الآيات التي تتعلق بها المشبهة قوله تعالى: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ}⁣[الذاريات: ٤٧]، {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}⁣[ص: ٧٥]، {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ}⁣[المائدة: ٦٤]، {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ}⁣[الزمر: ٦٧]، ونحو هذه الآيات، وأحاديث يستدلون بها نحو ما يذكر في تفسير هذه الآية الأخيرة في سورة الزمر، فقد تعلق أهل الظاهر وكثير من المخالفين للزيدية بما ذكرنا وبنحوه، فأثبتوا لله تعالى يدين وأصابع وقبضة.