نظرات في ملامح المذهب الزيدي وخصائصه،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

بحث في الكناية والمجاز

صفحة 47 - الجزء 1

بحث في الكناية والمجاز

  والكناية والمجاز [نوع من التعبير] كثير عند العرب استعمالهما، والقرآن نزل على لغتهم.

  ومن كنايات العرب: هو عفيف الإزار، تكني [أي تعبر] بذلك عن [عفة] الفرج.

  ما وضعت مومسة [أي امرأة عاهرة] عنده قناعاً، تكني [أي تعبر] بذلك عن [الرجل] العفيف.

  لعق أصبعه، كناية عن الموت، وكذا اصفرت أنامله بمعنى مات، زلت نعله كناية عن الخطأ والغلط، وتارة عن اختلال الحال بالفقر، ويقولون للمقتول: ركب الأشقر، الأشقر: الدم، ويقولون للمقيد [بقيد في رجليه] حمل على الأدهم [أي القيد].

  ومن مجازات القرآن قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً}⁣[النمل: ١٣]، إذ لا بصر للآيات، وقوله تعالى: {قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ}⁣[الأنعام: ١٠٥]، وقوله تعالى: {أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ}⁣[ص] فمدحهم الله تعالى، والمدح لا يتعلق بالجوارح إنما يتعلق بالصفات.

  ومن مجازات القرآن قوله تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا ٨}⁣[الطلاق].