بحث في الكناية والمجاز
بحث في الكناية والمجاز
  والكناية والمجاز [نوع من التعبير] كثير عند العرب استعمالهما، والقرآن نزل على لغتهم.
  ومن كنايات العرب: هو عفيف الإزار، تكني [أي تعبر] بذلك عن [عفة] الفرج.
  ما وضعت مومسة [أي امرأة عاهرة] عنده قناعاً، تكني [أي تعبر] بذلك عن [الرجل] العفيف.
  لعق أصبعه، كناية عن الموت، وكذا اصفرت أنامله بمعنى مات، زلت نعله كناية عن الخطأ والغلط، وتارة عن اختلال الحال بالفقر، ويقولون للمقتول: ركب الأشقر، الأشقر: الدم، ويقولون للمقيد [بقيد في رجليه] حمل على الأدهم [أي القيد].
  ومن مجازات القرآن قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً}[النمل: ١٣]، إذ لا بصر للآيات، وقوله تعالى: {قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ}[الأنعام: ١٠٥]، وقوله تعالى: {أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ}[ص] فمدحهم الله تعالى، والمدح لا يتعلق بالجوارح إنما يتعلق بالصفات.
  ومن مجازات القرآن قوله تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا ٨}[الطلاق].