نظرات في ملامح المذهب الزيدي وخصائصه،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

الصراط والميزان

صفحة 52 - الجزء 1

  السياق، فإنه في ذكر العلم أو الملك وكلاهما استعمال عربي عريق، قال الشاعر العربي يصف قوماً ويمدحهم:

  كراسي بالأحداث حين تنوب

  ومنه سميت الصحيفة التي يكتب فيها العلم كراسة، وذكر ابن كثير في تفسيره معنيين، أولهما: أنه العلم، رواه ابن أبي حاتم عن ابن عباس، وكذا رواه بن جرير، قال ابن أبي حاتم: وروي عن سعيد بن جبير مثله، وليس هناك في مذهب الزيدية وعلمائها: سرير له قوائم، والكرسي أصغر منه كما ذكره أهل الحشو والظاهر، وأهل البيت $ أخذوا علمهم ورواياتهم للأحاديث عن آبائهم عن أمير المؤمنين عن النبي ÷ عن جبريل عن الله تبارك وتعالى، وصاحب البيت أدرى بالذي فيه.

الصراط والميزان

  الصراط الموصوف في بعض الروايات بأنه أحد من السيف، وأنه منصوب على جهنم يمر عليه أهل الموقف، فمن كان من أهل الإيمان مر بسلام مع استشعار الخوف والخشية من الوقوع، حتى أن أمثلهم يقول: سلم سلم، وأما من كان غير مؤمن فإنه يتردى في جهنم، فهذا الصراط الموصوف لا أصل له في عقيدة الزيدية وأئمتنا رضوان الله عليهم، ولا ذكر له في كتاب الله تعالى، وقد قال تعالى: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ}⁣[الأنعام: ٣٩]، ولا وثوق برواية الحشوية من أهل الحديث، مع العلم أنها إن صحت فلا تفيد إلا الظن، وقد قال تعالى: