الرؤية
  لضاع كثير من العلم أو أكثره، ومن قبل جمع القرآن في المصحف، هذا، والله سبحانه وتعالى لا يحتاج إلى التسجيل وتقييد معلوماته في كتاب؛ لأنه سبحانه مُحيطٌ بكلِّ شيءٍ عِلْمَاً، لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء، ولا تأخذه سبحانه غفلة أو نسيان، ولا سنة ولا نوم، يعلم السر وأخفى.
  إذا عرفت ذلك تبين لك صحة قول أئمتنا $: إن الكتاب المذكور المراد به العلم، وذلك على طريقة الكناية التي هي أبلغ من الحقيقة، كما ذلك معروف عند أهل البلاغة والبيان، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله وسلم.
  * * * * *
الرؤية
حول رؤية الله تعالى في الآخرة، وبيان الحقِّ في ذلك
  قد ثبت أن الله سبحانه وتعالى ليس بجسم، كما تقدم من أنه غني عن المكان، لأنه كان الله ولا مكان، فلو كان جسماً لاحتاج إلى مكان، وقد اتفق المسلمون على أنَّ الله تعالى هو خالق الأمكنة والسموات والأرض والعرش والكرسي والماء، والرؤية لا تصح إلَّا للجسم وتوابعه من الأعراض.
  وقولهم يُرى بلا كيف لا يقبلها العقل، فلا يصح أن يُرى سبحانه يوم القيامة لا في جهة، فيراه الرائي لا أمامه ولا خلفه، ولا عن يمينه أو يساره، أو فوقه أو تحته، هذا من المحالات