نظرات في ملامح المذهب الزيدي وخصائصه،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

نتيجة البحث

صفحة 58 - الجزء 1

  أما التخصيص المتصل فلا مانع، إذ لا تغرير ولا تلبيس.

  إذا عرفت ذلك وأن النسخ والتخصيص ممتنع، والترجيح بين القطعيات لا يصح، وإنما هو بين الظنيات، لأنها التي تقبل القوة والضعف ويزيد الظن فيها وينقص، أما القطعيات فلا تقبل ذلك فتدبر.

نتيجة البحث

  إذا عرفت ذلك كله، فاعلم أن هناك أصولاً اتفق عليها المسلمون منها قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}، {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ٤}. ومن هنا اتفقوا على أن الله تعالى ليس له شبيه ولا مثيل، فهذا الأصل المتفق عليه يرد إليه كل ما اختلف فيه.

  فلما رأينا طوائف المسلمين اختلفت في تفسير قوله تعالى: {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ٢٣}.

  فمنهم من قال: إن المعنى إلى رحمة ربها ناظرة.

  ومنهم من قال: إن المعنى إلى ربها منتظرة.

  فإن النظر يستعمل لغة بمعنى: الانتظار، كقوله تعالى: {فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ}⁣[النمل: ٣٦]، وكقوله تعالى: {لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا}⁣[البقرة: ١٠٤]، وقوله تعالى: {انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ}⁣[الحديد: ١٣].

  ومنهم من قال: إن المعنى المراد نظر العين إلى الله تعالى .

  ومع الاختلاف فإنّ ما اتفقوا عليه حاكم على ما اختلفوا فيه،