نظرات في ملامح المذهب الزيدي وخصائصه،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

اختيار المكلف

صفحة 71 - الجزء 1

  ٣ - إبطال الفائدة في إنزال الكتب، وبعث الرسل، وفي هذا هدم حكمة الحكيم.

  ٤ - قيام الحجة للفاجرين، ودحض حجة أحكم الحاكمين.

  ٥ - الرد والتكذيب لآيات الكتاب الكريم.

  ٦ - نسبة القبائح والفواحش إلى الملك القدوس، وهو ما يسميه المخالفون توحيد الأفعال.

  فعندهم أن كل حركة في الكون من طاعة أو معصية أو حسن أو قبيح أو نكاح أو زنا أو لواط، أو صلاة أو صيام، أو عدل وإحسان، أو كفر وطغيان، أو صدق أو كذب فهو من الله، والله خالقه، فإذا قلت: إن المعصية من الإنسان. قالوا: أنت مشرك، لأن تمام التوحيد عندهم أن كل فعل هو من الله لا يشاركه في أي فعل شريك.

  نعم، الاستدلال على أن الإنسان مختار في تصرفاته كالاستدلال في المسألة السابقة، من أن الواحد نصف الاثنين، فالقول بالجبر والاضطرار مذهب خرافي لا يليق بأهل العقول الاشتغال به، ولا تحرير القال والقيل، فالعقل بفطرته يسفهه ويرذله جملة وتفصيلاً.

  ولكن العلماء رحمهم الله زيفوا هذا المذهب بكل ما آتاهم الله من البينات والحجج، وبَيَّنُوا شناعتَهُ لِمَا يترتب عليه من هدم قواعد الإسلام من أساسه، ولِمَا أوجب الله عليهم من البيان للناس، ومن أدلتهم على بطلان الجبر والاضطرار ما يجده العاقل من نفسه