نظرات في ملامح المذهب الزيدي وخصائصه،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

معنى الإيمان بالقدر خيره وشره

صفحة 75 - الجزء 1

  فإن كان الله تعالى هو الذي فعله وأوجده في الخارج فما معنى فعله العبد باختياره؟ وهل هذا إلا من تحصيل الحاصل، فلا يحتاج الفعل الذي قد أوجده الباري تعالى إلى أن يفعله العبد، وكيف يفعل العبد ما قد فُعِلَ.

  وإن كان العبد قد أوجد الفعل حقيقة باختياره وإرادته فأين فعل الله وخلقه؟ وهل هذا إلا من تحصيل الحاصل.

  نعم، هذا المذهب لم يذهب إليه عاقل قبل هذه الطائفة، وكأنهم أرادوا أن يجمعوا بين مدلول أدلة المختلفين وشبههم.

معنى الإيمان بالقدر خيره وشره

  معنى القدر في الحديث المروي عن النبي ÷: «الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره».

  قَدَرُ الخير، مثل: الصحة، والعافية في النفس والأهل والولد، وطول العمر، وسعة الرزق، والأمطار، والخصب، وصلاح الثمار، والأمن، والراحة، وسكون النفس، إلى غير ذلك مما شاكلها.

  وقَدَرُ الشر، نحو: الموت، والمرض، والخوف، والفقر، ونقص الثمرات، وقلة الأمطار، وقلة الخصب، وفساد الثمار، وقلة ذات اليد، والقلق، والنكد، وما جانس ذلك.

  وليس معنى القدر خيره وشره من الله أن الظلم والزنا واللواط والغش والكذب وخلف الوعد ونكث العهد والكفر والشرك