نظرات في ملامح المذهب الزيدي وخصائصه،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

بيان من هو المؤمن

صفحة 77 - الجزء 1

  ليس إليك» رواه مسلم، فلا يجوز إضافة الشر إلى الباري تعالى.

  فنعوذ بالله من قوم استحوذ عليهم الشيطان فصاروا من جنده، يدعون بدعوة الشيطان، ويزينون عصيان الرحمن، ويسهلون لهم طاعة الشيطان الرجيم، فتراهم تارة يقولون: إن الشفاعة لأهل الكبائر الموبقة، ينسبون ذلك إلى النبي ÷، وحاشاه، وتارة أخرى تراهم يحدثون عن النبي بأن من قال: لا إله إلا الله دخل الجنة وإن سرق وإن زنى، وأن أهل هذه الكلمة لا يخلدون في النار، وتراهم ينزهون أنفسهم والشيطان من معاصيهم ثم يقولون: إنها من فعل ربهم خلقها وشاءها وقضاها وقدَّرَهَا.

بيان من هو المؤمن

  وممِّا حصل فيه اختلاف حقيقة المؤمن، فعند ائمتنا أنَّ المؤمن من أتى بالواجبات واجتنب المقبحات، والإيمان: قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالأركان، وقوله أتى بالواجبات يشمل واجبات اللسان والجنان والأركان، وكان معناه في اللغة: التصديق والمصدق، فنقله الشارع إلى ذلك المعنى، والدليل على النقل قوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ٢ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ٣ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا}⁣[الأنفال]، إلى غير ذلك