الخروج من النار
  الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ}[الأعراف: ١٥٧]، أم أنه لا يقول ذلك إلا شيطان، فهو الذي يأمر بالمنكر وينهى عن المعروف ويعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا، ثم انظر كيف يكون معنى الدعاء المأثور: «واجعلنا من أهل شفاعته؟» فإن المعنى اجعلنا من أهل الكبائر، حاشا النبي الأمين ÷ من التقول على الله تعالى، والتكذيب بآياته، والتسهيل لمعصيته، والتأمين من عذابه، وقد قدمنا شيئاً من الكتاب يشهد لما قلنا، كقوله تعالى: {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ}[غافر: ١٨] ونحوها من آيات الوعيد في بحث الكبائر.
الخروج من النار
  وعند أئمتنا أن من دخل النار فإنه لا يخرج منها، سواءً كان من المسلمين أم من غيرهم، وقد رد الله على أصحاب هذه المقالة في القرآن حيث قال: {وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ٨٠ بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}[البقرة]، وفي هذه الآية دليلٌ واضحٌ، وحجةٌ قائمةٌ على من يدَّعي خروجَ الموحدين من النار، وأن ما رووه عن النبي ليس بصحيح، فالرسول ÷ لا يخالف القرآن، ولا يأتي بغير ما حكم به الرحمن، وليس بينه وبين أحد من خلقه هوادة، فحكمه