تتمة في الخروج من النار
  الجملة الثالثة - {وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا}، تحذير أيضاً وتفنيد لمزاعم من يدعي أن الشفاعة لأهل الكبائر من هذه الأمة، ونفي عام لأي ولي أو نصير يدفع عنه بشفاعته، سبحانك اللهم ما أوضح آياتك وأبينها، وفي الآية الأخرى رد واضح على من يقول بالخروج من النار.
  هذا، وتمسكهم بالأحاديث المعارضة للقرآن تمسك في غير محله، فالحديث إذا خالف القرآن يجب تركه، لأن السنة لم تحفظ كما حفظ القرآن، فألفاظ القرآن ثابتة عن الرسول ÷ باليقين القاطع بإجماع المسلمين، ومصاحف القرآن مالئة للخافقين منذ العصر الأول وإلى اليوم، لم يختلف مصحفان في الزيادة أو النقصان أو غيرهما، وما زالت بعض المصاحف منذ عهد الصحابة باقية إلى اليوم، وكذا مصاحف من بعدهم، وصدق الله العظيم {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}[الحجر: ٩]، فمخالفة القرآن أكبر دليل على بطلان ما خالفه، قال تعالى: {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ}.
  وقولهم: لا يبقى في نار جهنم موحد ولو قتل النفس الحرام تعمداً مخالف لنص القرآن في القاتل عمداً قال تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}[النساء: ٩٣]، {وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ}[العنكبوت: ١٣].
  * * * * *