نظرات في ملامح المذهب الزيدي وخصائصه،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام

صفحة 90 - الجزء 1

باب النبوة

عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام

  و ممِّا حصل فيه اختلاف عصمة الأنبياء، فعند أئمتنا أنَّ أنبياء الله À منزهون عن ارتكاب الكبائر وما فيه خسة وضعة من الصغائر، وما يروى في بعض كتب التفسير ليس بصحيح، أما ما ذكر الله سبحانه في القرآن من عصيان بعضهم فقد كان منهم على جهة الخطأ والتأويل، وليس على جهة التجري والعصيان، كما قال الله عن آدم ومعصيته حاكياً: {وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ}⁣[الأعراف: ٢٠]، فآدم ~ ظن صدق وسوسة الشيطان، وطمع في ما أطمعه الشيطان، فما أكل إلَّا على طمع نيل درجة الملائكة أو الخلود.

  وهكذا ذو النون إذ ذهب مغاضباً فظن أن الله لن يؤاخذه كما حكى الله سبحانه وتعالى: {فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ}⁣[الأنبياء: ٨٧] الخ، وهكذا سائر الأنبياء À.

بحث في عصمة أهل البيت $

  ومِما حصل فيه اختلاف عصمة أهل البيت، فعند أئمتنا أنَّ العصمة ثابتة لأمير المؤمنين، وفاطمة، والحسن، والحسين، بدليل آية