نظرات في ملامح المذهب الزيدي وخصائصه،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

فوائد حول منصب الإمامة

صفحة 103 - الجزء 1

فوائد حول منصب الإمامة

  قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في نهج البلاغة: (أَيْنَ الَّذِينَ زَعَمُوا أَنَّهُمُ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ دُونَنَا كَذِباً وَبَغْياً عَلَيْنَا، أَنْ رَفَعَنَا اللَّهُ وَوَضَعَهُمْ، وَأَعْطَانَا وَحَرَمَهُمْ، وَأَدْخَلَنَا وَأَخْرَجَهُمْ، بِنَا يُسْتَعْطَى الْهُدَى، وَيُسْتَجْلَى الْعَمَى، إِنَّ الأَئِمَّةَ مِنْ قُرَيْشٍ غُرِسُوا فِي هَذَا الْبَطْنِ مِنْ هَاشِمٍ، لا تَصْلُحُ عَلَى سِوَاهُمْ، وَلا تَصْلُحُ الْوُلاةُ مِنْ غَيْرِهِمْ).

  وفي الصواعق لابن حجر وغيرها: عن النبي ÷ في أهل بيته: «لا تتقدموهم فتهلكوا، ولا تقصروا عنهم فتهلكوا، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم».

  نعم، كلام أمير المؤمنين نص واضح في تعيين بيت الخلافة، وحصرها على ذلك البيت، والحديث يدل على أن أهل البيت $ هم أهل الخلافة والزعامة، ولكن بدلالة الالتزام، فمجموع تلك الجمل الثلاث بما دلت عليه من المعاني يعطي معنى الإمامة والزعامة.

  فمعنى «لا تتقدموهم فتهلكوا»: النهي عن الاستبداد بالأمور.

  ومعنى «لا تقصروا عنهم فتهلكوا»: النهي عن التخلف عن متابعتهم، ومعناه وجوب الاقتداء والمتابعة.

  ومعنى «لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم»: النهي عن مخالفتهم ووجوب متابعتهم في شرائع الإسلام، وذلك بدلالة الالتزام، فقد أعلمنا الرسول ÷ بأن الاستبداد بالأمر دونهم والتخلف عن متابعتهم محرم، مع تقدمهم في العلم على غيرهم، وهذا هو معنى اختصاصهم بالخلافة والإمامة.