نظرات في ملامح المذهب الزيدي وخصائصه،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

القرآن

صفحة 120 - الجزء 1

  والإجماع حجة عندهم بقسميه، وكذلك القياس، ومن أراد الاطلاع على تفاصيل ذلك، ودليل حجية كل منهما، فعليه بكتب الأصول.

  وعند أئمتنا $ وأتباعهم رضوان الله عليهم أن ما ثبت عن أمير المؤمنين فهو حجة ودليل؛ لقول النبي ÷: «علي مع الحق»⁣(⁣١)، ونحوه مما كثر واشتهر عن النبي ÷، وفي شرح الغاية للحسين بن القاسم طرف من ذلك، فيرجع إليه من أراد المزيد.

القرآن

  ومما حصل فيه اختلاف قدم القرآن، فعند أئمتنا أن هذا الكتاب الموجود بين المسلمين يتلى في المحاريب وفي غيرها هو كتاب الله وكلامه وإنشاؤه ووحيه وتنزيله، أنزله الله على رسوله للإعجاز والتحدي، لتعليم شرائع الإسلام، وفرائض الأحكام، والترغيب والترهيب والاعتبار ... إلخ، وأنه لا نقص فيه ولا تحريف ولا زيادة، وأنه ليس بقديم - تعالى الله أن يشاركه في الْقِدَمِ شريكٌ - {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ}⁣[الحديد: ٣]، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} ويدل على ذلك قوله تعالى: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ}⁣[الأنبياء: ٢]، والذكر: هو القرآن بدليل قوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}⁣[الحجر: ٩]، ويدل


(١) سبق تخريجه.