نظرات في ملامح المذهب الزيدي وخصائصه،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

تنزيه الباري عن صفات الأجسام على الجملة

صفحة 28 - الجزء 1

تنزيه الباري عن صفات الأجسام على الجملة

  فمذهب الزيدية على العموم تنزيه الله سبحانه وتعالى عن كل خصائص الأجسام وصفاتها من دون استثناء.

  فلا يجوز أن نصف الله سبحانه وتعالى بأي صفة من صفات الأجسام المحدثة؛ وذلك لقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}، ولقوله تعالى: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ٤}، ومن هنا لما أثبت المشركون لله صفة من صفات المخلوقين رد عليهم أشد الرد وأعظمه في سورة مريم فقال تعالى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا ٨٨ لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا ٨٩ تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا ٩٠ أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا ٩١ وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا ٩٢}⁣[مريم]، وذلك لأن نسبة الولد إليه تعالى حط له من منزلة الإلهية، وحين سأل بنو اسرائيل رؤية الله أخذهم الله بالصاعقة فأماتهم بظلمهم، قال الله سبحانه حاكياً هذه القصة: {يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ}⁣[النساء: ١٣٥]، فلما كان سؤال الرؤية حطاً لله من منزلة الربوبية إلى منزلة المرئيات التي هي مربوبة ومخلوقة استحقوا أن يصيبهم الله بالصاعقة، كما حكى الله ذلك، ومن الأدلة على ذلك قوله