سميع وبصير في حق الخالق والمخلوق
سميع وبصير في حق الخالق والمخلوق
  سميع بالنسبة للإنسان هو المدرك للمسموعات بمعنى محله الصماخ.
  وبصير: هو المدرك للمبصرات بمعنى محله الحدق.
  وإذا أريد بهما الخالق جل وعلا فهما بمعنى عالم المسموعات وعالم المبصرات، فلا يجوز أن تثبت لله تعالى عرضاً يحل في الحدق، ولا عرضاً يحل في الصماخ، تعالى الله عن الأعراض والآلات، وعن مشابهة المخلوق الضعيف.
  وما قلنا هنا في تفسير هذه الصفات هو اللائق بجلال الله وعظمته وقدسه عن مشابهة المخلوقين، فلا يجوز أن نشبه الله تعالى بالمخلوقين في شيء من الصفات؛ لقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}، {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ٤} ..
معنى الرحمة في حق الخالق وحق المخلوق
  الرحمة بمعناها اللغوي عرض يجده الحيوان في قلبه كما يجده الوالد لولده ونحوه، وهي بهذا المعنى من خصائص المخلوقات.
  فإذا أطلقت على الخالق جل وعلا كان المعنى غير الذي أطلقت عليه في المخلوقات؛ قضاءً بنفي المماثلة المعلوم من قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}، {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ٤}.
  فيكون معناها إذا أطلقت على الله تعالى أنه ذو الإنعام بجلائل النعم ودقائقها، فهي من صفات الفعل التي أطلقت باعتبار أفعال