نظرات في ملامح المذهب الزيدي وخصائصه،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

الكلام على إبطال حديث «شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي»

صفحة 84 - الجزء 1

  اللازمة كتاب الله تعالى وسنة نبيه ÷ التي حكم بصحتها أهل بيته $؛ إذ تصحيحهم حجة ودليل يلزم العمل بها؛ بشهادة حديث الثقلين، المشهور عند علماء الأمة، الثابت عن الرسول بلا شك ولا امتراء، أو ما كان من السنة ثابتاً عن الرسول باتفاق الأمة سواء بالتواتر أو بغيره.

الكلام على إبطال حديث «شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي»

  أما الحديث الذي يقول: «شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي»، فليس له في علم أهل البيت أصل، بل ينكرونه أشد الإنكار، وينكرون أن يكون النبي ÷ قاله أو تكلم به، وكيف يصح وقد خالف القرآن الذي {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ} ... الآية [فصلت: ٤٢]، وحاشا رسول الله ÷ من مخالفة كتاب ربه، مع ما في ذلك من الإغراء بالكبائر، والحث عليها، فلا حرج من ارتكاب العظائم، ولا خوف من إتيانها، فشفاعة محمد ÷ من ورائها، فلتنعم أمتي بالسفاح واللواط وسفك الدماء وشرب الخمر، ولا بأس عليها في عقوق الوالدين، وقطيعة الأرحام، وأكل مال اليتيم، ونكث العهد، والتطفيف، والخيانة، وقول الزور، وأكل الربا، فإن شفاعتي لهؤلاء خاصة.

  نعم، هذا هو معنى الحديث، وانظر هل هو معنى ما وصف الله تعالى نبيه ÷ حينما قال سبحانه في وصفه ÷: {يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ