منهج المستوى الأول الإبتدائي،

مكتبة أهل البيت (ع) (معاصر)

(18) الإسراء والمعراج

صفحة 97 - الجزء 1

(١٨) الإسراء والمعراج

  بعد وفاة أبي طالب سيد قريش وكبيرها والمدافع عن النبي ÷ ووفاة أم المؤمنين خديجة بنت خويلد، أكرم الله تعالى نبيه ÷ بالإسراء ليلًا من مكة إلى المسجد الأقصى⁣(⁣١) في فلسطين ثم رده في نفس الليلة، قال تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ١}⁣[الإسراء]، وهذه الكرامة من الله تعالى لنبيه ÷ تزيد في اطمئنان النبي ÷ بكرامته عند الله تعالى.

  وأكرم الله تعالى نبيه ÷ بالمعراج إلى السموات السبع، وبيَّن به عظيم منزلته لديه، قال تعالى: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى ١٣ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى ١٤} أي: رأى محمد جبريل # في صورته الحقيقية مرة أخرى {عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى ١٤} وهي شجرة في السماء السابعة.

  قوله تعالى: {فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى ١٠} أي: أوحى إلى عبده شيئًا عظيمًا جدًّا، فمما أوحى الله إليه في ذلك المكان الرفيع:

  ١ - فرض الصلوات الخمس في اليوم والليلة، وليس صحيحًا أنها كانت خمسين صلاة ثم قال موسى # للنبي ÷: إن أمتك لا يطيقونها، فراجع ربه حتى أقرها خمسًا؛ لأن الله تعالى أعلم بعباده من موسى.

  ٢ - مما أوحى الله إلى نبيه ÷ أذان الصلاة⁣(⁣٢)، ومن جملته: «حي على خير


(١) والمسافة بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى من الجو أكثر من ١٢٠٠ كم.

(٢) روى ذلك في صحيفة علي بن موسى الرضا #، وفي الأحكام للإمام الهادي #، وفي أمالي الإمام أحمد بن عيسى #. والبزار في مسنده (٢: ١٤٦) والطبراني في الأوسط (٩: ١٠٠) والهندي في كنز العمال (١٢: ٣٥٠) رقم (٣٥٣٥٤) عن زيد بن علي عن آبائه عن علي # وعزاه لابن مردويه، والسيوطي في الدر المنثور (٥: ٢١٩) وعزاه للبزار، وفي (٥: ٢٢٠) وعزاه: لأبي نعيم في الدلائل وأخرى للطبراني في الأوسط وثالثة لابن مردويه. ورواه ابن شاهين في ناسخ الحديث (١: ١٧٦) رقم (١٨١) بلفظ: (أوحى الله إليه بالأذان فنزل فعلمه =