منهج المستوى الأول الإبتدائي،

مكتبة أهل البيت (ع) (معاصر)

(19) دعوة أهل الطائف

صفحة 100 - الجزء 1

(١٩) دعوة أهل الطائف⁣(⁣١)

  لما هلك أبو طالب سيد قريش وكبيرهم المدافع عن رسول الله ÷ وطمعت قريش في رسول الله ÷ خرج إلى الطائف يدعو ثقيفًا إلى الإسلام لعله يجد من ينصره، فأغروا به سفهاءهم وعبيدهم فآذوه ورجموه بالحجارة حتى ألجأوه إلى حائط، فقال ÷: «اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين وأنت ربي إلى من تكلني؟ إن لم يكن بك عليَّ غضبٌ فلا أبالي، ولكن عافيتك أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن ينزل بي غضبك أو يحل علي سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك».

  ثم رجع إلى مكة فأتاه سويد بن الحارث من أشراف أهل الطائف فقال ÷: «ألست سويد بن الحارث؟» قال: بلى، قال: «يا سويد، انزع عن عبادة الأصنام، يا سويد، إن رجلًا من قومك يقال له: عوف تلسعه رتيلاء⁣(⁣٢) فيموت عند المساء».

  ورجع سويد إلى قومه فلما كان وقت المساء لسعت ذلك رتيلاء فقتلته، فأقبل سويد إلى النبي ÷ مسلمًا، فاشتد إسلامه على أهل مكة واعتابوا، وانصرف سويد إلى الطائف، فبعث أبو سفيان بن حرب خلفه بغلام أسود اسمه ريحان ليقتله، فخرج ولحق سويدًا بعقبة الطائف، فدلى عليه حجرًا فقتله، رحمة الله عليه، فقال النبي ÷: «ما لريحان، قطع الله يده عاجلًا»، فاستقبله جمل بمكة فالتقم يده اليمنى حتى قطعها من المرفق.


(١) الطائف: مدينة تقع في جنوب شرق مكة المكرمة وتبعد عنها حوالي ٦٨ كم.

(٢) الرتيلاء: نوع من العناكب سام.