منهج المستوى الأول الإبتدائي،

مكتبة أهل البيت (ع) (معاصر)

(4) خروجه مع عمه أبي طالب إلى الشام

صفحة 68 - الجزء 1

(٤) خروجه مع عمه أبي طالب إلى الشام

  لما توفي عبد المطلب قام ابنه أبو طالب وزوجته فاطمة بنت أسد بكفالة رسول الله ÷، واهتمَّا به غاية الاهتمام.

  فلما بلغ رسول الله ÷ اثنتي عشرة سنة عزم عمه أبو طالب على الخروج إلى الشام بتجارة له، ثم أخذه معه وخرج في جماعة من قريش حتى وصلوا إلى أرض بصرى⁣(⁣١) بين مكة والشام نظر إليهم راهب اسمه (بحيرا) من صومعته، وكان قد قرأ الكتب السابقة وعرف بعثة الرسول ÷ وصفته، فرآهم مقبلين من مكة على رؤوسهم سحابة تسير إذا ساروا وتقف إذا وقفوا، فقال: ما هذه السحابة إلا على رأس نبي، وأمر من عنده بإعداد الطعام.

  ونزل القوم عند شجرة عند باب الدير⁣(⁣٢)، والنبي ÷ مع عمه تحت الشجرة وقد مال ظلها عليه ووقفت السحابة على الشجرة، وبحيرا ينظر فقال لهم: يا معشر قريش، أجيبوني إلى الطعام، وكان أبو جهل معهم فقال: ما عهدنا هذا منه. فأجابوه ودخلوا، فنظر بحيرا فإذا السحابة على الشجرة وقال: هل تخلف أحد عن طعامي؟ فقالوا: نعم، غلام يتيم يقال له محمد، فقال: لا بأس على أمتعتكم، فهلموه، فدعوا رسول الله ÷ فجاء إلى جنب عمه أبي طالب، وجعل بحيرا يتبين العلامات التي عرفها.

  فلما فرغوا خلا بحيرا بأبي طالب وقال: يا شيخ، ما هذا الغلام منك؟ قال: ابني⁣(⁣٣)، قال: لا ينبغي أن يكون له أب ولا أم ولا جدّ في الأحياء، قال: صدقت، ابن أخي، قال: اتق الله واحذر عليه أعداءك اليهود.


(١) مدينة في سوريا تبعد من درعا ٤٠ كم، وتبعد من دمشق ١٤٠ كم.

(٢) الدير: دار الرهبان النصارى، وهي البيعة التي تسمى اليوم كنيسة.

(٣) رواه في المصابيح لأبي العباس الحسني.