منهج المستوى الأول الإبتدائي،

مكتبة أهل البيت (ع) (معاصر)

(12) أذية قريش للنبي ÷ وإسلام حمزة

صفحة 86 - الجزء 1

(١٢) أذية قريش للنبي ÷ وإسلام حمزة

  لما نادى رسول الله ÷ قومه بالإسلام وصدع به وعاب آلهتهم جاء أبو جهل إلى رسول الله ÷ وهو جالس عند الصفا فآذاه وشتمه، فلم يكلمه النبي ÷، فأقبل حمزة بن عبد المطلب متوشحًا قوسه راجعًا من قنص له وكان إذا رجع من قنصه لم يصل إلى أهله حتى يطوف بالكعبة، فإذا طاف لم يمر على نادي قريش إلا وقف وسلم وتحدث معهم، وكان أعز قريش وأشدها شكيمة، فلما مر بمولاة عبد الله بن جدعان قالت: يا أبا عمارة، لو رأيت ما لقي ابن أخيك محمد آنفا من أبي جهل، وجده هاهنا جالسًا فسبه وآذاه ثم انصرف عنه ولم يكلمه محمد، فاحتمل حمزة الغضب فخرج سريعًا لا يقف على أحد كما كان يصنع، فلما دخل المسجد نظر إلى أبي جهل جالسًا في القوم فأقبل نحوه ثم ضربه بالقوس فشج رأسه شجة منكرة، فقام رجال لينصروا أبا جهل فقال لهم: دعوا أبا عمارة، فإني والله قد سببت ابن أخيه، فأدار حمزة القوس على رؤوسهم استخفافًا بهم، ثم أتى النبي ÷ فناداه النبي ÷: (من هذا؟» فقال: أنا عمك حمزة، فقال ÷: «يا عم، ما تريد ممن لا عم له، ما تريد ممن لا أب له، ما تريد ممن لا ناصر له من قومه» فدمعت عينا حمزة وقال: افتح يا ابن أخي فما أتيتك حتى انتصرت لك ممن ظلمك. فخرج إليه النبي ÷ وقال: «يا عم، إنه لن يقبل ذلك منك إلا بقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله ÷»، قال: فاتل عليَّ شيئًا مما أوحى الله إليك، فتلى النبي ÷ آيات من سورة الملك، فقال حمزة: يا ابن أخي، هذا كلام لا يشبه كلام المخلوقين، ثم قال: زدني؟ فتلى عليه آيات من سورة غافر، فقال حمزة: يا ابن أخي، وأنا أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأنك محمد عبده ورسوله، وتم على إسلامه #.