كتاب الحج والعمرة،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[دعاء دخول مكة المكرمة]

صفحة 122 - الجزء 1

(فَصْلٌ: فِيْمَا يُسْتَحَبُّ مِنَ الأَعْمَالِ وَالأَذْكَارِ)

[دعاء دخول مكة المكرمة]

  مَتَى دَخَلْتَ مَكَّةَ المُكَرَّمَةَ فَادْخُلْهَا بِسَكِيْنَةٍ وَوَقَارٍ، وَقُلْ:

  «اللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا الْحَرَمَ حَرَمُكَ، وَالْبَلَدَ بَلَدُكَ، وَالْعَبْدَ عَبْدُكَ، جِئْتُكَ بِذُنُوبٍ كَثِيرَةٍ، وَأَعْمَالٍ سَيِّئَةٍ، أَسْأَلُكَ مَسْأَلَةَ المُضْطَرِّ إِلَيْكَ، المُشْفِقِ مِنْ عَذَابِكَ، أَنْ تَسْتَقْبِلَنِي بِعَفْوِكَ.

  اللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا حَرَمُكَ وَحَرَمُ رَسُولِكَ، فَحَرِّمْ لَحْمِي وَدَمِي وَعَظْمِي عَلَى النَّارِ.

  اللَّهُمَّ آمِنِّي مِنْ عَذَابِكَ يَومَ تَبْعَثُ عِبَادَكَ، وَوَالِدَيَّ وَمَا وَلَدَا، وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَى رَسُولِهِ مُحَمَّدٍ الأَمِيْنِ وَآلِهِ الطَّاهِرِيْنَ».

  وَيُسْتَحَبُّ الغُسْلُ، كَمَا سَبَقَ مِنْ فِعْلِ الرَّسُولِ ÷ حِيْنَ قَدِمَ مَكَّةَ.

  فَفِي الرِّوَايَةِ أَنَّهُ ÷ بَاتَ بِذِي طُوًى، المَعْرُوفَةِ الآن «بِآبَارِ الزَّاهِرِ»، لَيْلَةَ الأَحَدِ لِأَرْبَعٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، وَصَلَّى بِهَا الصُّبْحَ، ثُمَّ اغْتَسَلَ وَنَهَضَ إِلَى مَكَّةَ، فَدَخَلَهَا مِنْ أَعْلَاهَا مِنَ الثَّنِيَّةِ الَّتِي تُشْرِفُ عَلَى الْحَجُونِ⁣(⁣١)، وَكَانَ فِي الْعُمْرَةِ يَدْخُلُهَا مِنْ أَسْفَلِهَا، وَفِي الْحَجِّ دَخَلَهَا مِنْ أَعْلَاهَا، وَخَرَجَ مِنْ أَسْفَلِهَا، ثُمَّ دَخَلَ المَسْجِدَ الْحَرَامَ مِنْ «بَابِ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ»، المُسَمَّى «بَابَ بَنِي شَيْبَةَ»، وَلَمْ يَرْكَعْ تَحِيَّةَ


(١) «(الْحَجُونُ) - بِفَتْحِ الْحَاءِ -: جَبَلٌ بِمَكَّةَ، وَهْيَ مَقْبُرَةٌ». تمت (مختار الصحاح).