كتاب الحج والعمرة،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[حكم السعي]

صفحة 156 - الجزء 1

  أَتَى الْمَرْوَةَ، فَفَعَلَ عَلَى الْمَرْوَةِ كَمَا فَعَلَ عَلَى الصَّفَا، حَتَّى إِذَا كَانَ آخِرُ طَوَافِهِ عَلَى الْمَرْوَةِ».

  (فَائِدَةٌ): «أَبْدَأُ» - بِصِيْغَةِ المُضَارِعِ لِلْمُتَكَلِّمِ المُفْرَدِ - رِوَايَةُ مُسْلِمٍ، وَ - بِالنُّونِ - رِوَايَةُ مَالِكٍ، وَأَحْمَدَ، وَغَيْرِهِمَا، وَ «ابْدَءُوا» - بِصِيْغَةِ الأَمْرِ - فِي رِوَايَةٍ لِلْنَّسَائِيِّ.

[حكم السعي]

  (مَسْأَلَةٌ): وَالسَّعْيُ فَرْضٌ عِنْدَ الْعِتْرَةِ، وَأَبِي حَنِيْفَةَ؛ بِدَلِيْلِ فِعْلِهِ ÷، مَعَ قَوْلِهِ: «خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ»، وَهْوَ بَيَانٌ لِمُجْمَلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ}⁣[آل عمران ٩٧]، وَلَيْسَ رُكْنًا.

  وَعَنْهُ ÷: «إِنَّ اللهَ كَتَبَ عَلَيْكُم السَّعْيَ فَاسْعَوا»، أَخْرَجَهُ المُؤَيَّدُ باللهِ، وَ (شَارِحُ الأَحْكَامِ)، وَأَحْمَدُ، وَالشَّافِعِيُّ، وَفِي مَعْنَاهُ خَبَرٌ آخَر، وَفِي صِحَّتِهِمَا مَقَالٌ.

  وَرُوِيَ: «مَا أَتَمَّ اللهُ حَجَّ امْرِئٍ وَلَا عُمْرَتَهُ لَمْ يَطُفْ بَيْنَ الصَّفَا وَالمَرْوَةِ»، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ.

  وَالْحُجَّةُ مَا سَبَقَ.

  وَعِنْدَ مَالِكٍ، وَأَحْمَدَ، وَالشَّافِعِيِّ أَنَّهُ رُكْنٌ، وَاسْتَدَلُّوا بِالْخَبَرِ السَّابِقِ، وَهْوَ لَا يُفِيْدُ غَيْرَ الوُجُوبِ.

  وَاحْتَجَّ فِي (شَرْحِ التَّجْرِيْدِ) وَ (البَحْرِ) عَلَى أَنَّهُ غَيْرُ رُكْنٍ