(دعاء السعي)
  وَمَنْ لَمْ يَصْعَدْ أَلْصَقَ الْعَقِبَ بِأَصْلِ مَا يَذْهَبُ مِنْهُ، وَأَصَابِعَ رِجْلَيْهِ بِمَا يَذْهَبُ إِلَيْهِ.
  فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ لَزِمَهُ دَمٌ عَلَى المَذْهَبِ؛ لِأَنَّهُ تَارِكُ نُسُكٍ، وَلَا دَرَجَ الآن فِي الصَّفَا وَالمَرْوَةِ.
  وَمَحَلُّ الصُّعُودِ وَاضِحٌ. أَمَّا المَرْأَةُ فَالوُقُوفُ فِي أَسَافِلِ الصَّفَا وَالمَرْوَةِ أَزْكَى لَهَا؛ وَلَوْ فِي خَلْوَةٍ.
  وَقَد اسْتُدِلَّ عَلَى عَدَمِ وُجُوبِ الصُّعُودِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: {فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا}[البقرة: ١٥٨]، وَلَمْ يَذْكُرِ الصُّعُودَ. قَالَ القَاضِي زَيْدٌ: «وَلَا أَعْرِفُ فِي هَذِهِ الْجُمْلَةِ خِلَافًا».
  ذَكَرَهُ حَافِظُ الْعِتْرَةِ الأَمِيْرُ الْحُسَيْنُ $ فِي (الشِّفَاءِ).
(دُعَاءُ السَّعْيِ)
  الرَّابِعُ: الدُّعَاءُ.
  قَدْ سَبَقَ فِي خَبَرِ جَابِرٍ مَا فَعَلَهُ ÷ فَتَعْمَلُهُ.
  فَبَعْدَ صَلَاةِ الرَّكْعَتَيْنِ تَسْتَلِمُ الْحَجَرَ الأَسْوَدَ، ثُمَّ تَخْرُجُ إِلَى الصَّفَا وَتَقُولُ: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ}[البقرة: ١٥٨]، أَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللهُ بِهِ، وَتَرْقَى إِلَى الصَّفَا حَتَّى تَرَى الْبَيْتَ وَتَسْتَقْبِلَهُ وَتَقُولُ:
  «لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهْوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ»، ثُمَّ تَدْعُو، كَمَا فِي