كتاب الحج والعمرة،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[الهرولة في السعي]

صفحة 165 - الجزء 1

  فَعَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ: «قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: أَخْبِرْنِي عَنِ الطَّوَافِ بَيْنَ الصَّفَا وَالمَرْوَةِ رَاكِبًا، أَسُنَّةٌ هُوَ؟ فَإِنَّ قَوْمَكَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ سُنَّةٌ. قَالَ: صَدَقُوا، وَكَذَبُوا. قُلْتُ: وَمَا قَوْلُكَ: صَدَقُوا وَكَذَبُوا؟ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ ÷ كَثُرَ عَلَيْهِ النَّاسُ يَقُولُونَ هَذَا مُحَمَّدٌ هَذَا مُحَمَّدٌ، حَتَّى خَرَجَ العَوَاتِقُ مِنَ البُيُوتِ. قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ ÷ لَا يُضْرَبُ النَّاسُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَلَمَّا كَثُرُوا عَلَيْهِ رَكِبَ، وَالمَشْيُ فِي السَّعْيِ أَفْضَلُ»، أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ، وَمُسْلِمٌ.

  وَقَدْ أَرَادَ أَنَّهُمْ صَدَقُوا فِي أَنَّهُ رَكِبَ، وَكَذَبُوا فِي أَنَّهُ سُنَّةٌ، وَهَذَا مِنْ إِطْلَاقِ الكَذِبِ عَلَى الْخَطَأِ فِي الرَّأْيِ.

  وَقَدْ دَلَّ عَلَى أَنَّ الرُّكُوبَ لِلْعُذْرِ مَا سَبَقَ فِي رِوَايَةِ الإِمَامِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيْهِ عَنْ جَدِّهِ $: (فَإِنْ كَانَ بِهِ عِلَّةٌ لَا يَقْدِرُ أَنْ يَمْشِيَ رَكِبَ).

[الهرولة في السعي]

  الخَامِسُ: السَّعْيُ، وَهْوَ الهَرْوَلَةُ حَسَبَ الإِمْكَانِ.

  يُنْدَبُ لِلْرَّجُلِ لَا الْمَرْأَةِ فِي بَطْنِ الوَادِي بَيْنَ المِيْلَيْنِ الأَخْضَرَيْنِ كَمَا سَبَقَ فِي السَّبْعَةِ الأَشْوَاطِ.

  وَقَدْ غَلِطَ ابْنُ حَزْمٍ هُنَا غَلَطًا فَاحِشًا حَيْثُ قَالَ مَا لَفْظُهُ: «وَطَافَ ÷ بَيْنَ الصَّفَا وَالمَرْوَةِ أَيْضًا سَبْعًا، رَاكِبًا عَلَى بَعِيْرِهِ، يَخُبُّ ثَلَاثًا، وَيَمْشِي أَرْبَعًا».