كتاب الحج والعمرة،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[حكم دخول الكعبة المشرفة، وفضل الطواف والصلاة والنظر إليه]

صفحة 167 - الجزء 1

  الأَشْوَاطَ الثَّلَاثَةَ.

  قَالُوا: وَالحِكْمَةُ فِي بَقَاءِ ذَلِكَ: هُوَ اسْتِحْضَارُ الوَقَائِعِ المَاضِيَةِ لِلْسَّلَفِ الكِرَامِ؛ لِمَا فِيْهِ مِنَ المَصَالِحِ الدِّيْنِيَّةِ.

  وَبِهَذَا يَظْهَرُ أَنَّ كَثِيْرًا مِنْ أَعَمَالِ الحَجِّ الَّتِي يُقَالُ فِيْهَا إِنَّهَا «تَعَبُّدِيَّةٌ لَا تَظْهَرُ وَجْهُ الحِكْمَةِ فِيْهَا» لَيْسَتْ كَذَلِكَ؛ فَإِنَّا إِذَا تَذَكَّرْنَا أَسْبَابَهَا حَصَلَ لَنَا تَذَكُّرُ مَا كَانُوا عَلَيْهِ مِنِ احْتِمَالِ المَشَاقِّ فِي امْتِثَالِ أَمْرِ اللهِ سُبْحَانَهُ، وَكَانَ هَذَا التَّذَكُّرُ بَاعِثًا لَنَا عَلَى مِثْلِ ذَلِكَ، وَمُقَرِّرًا فِي أَنْفُسِنَا تَعْظِيْمَهُم، وَإِذَا تَذَكَّرْنَا قِصَّةَ هَاجَرَ مَعَ ابْنِهَا وَتَرْكَ الخَلِيْلِ لَهُمَا فِي ذَلِكَ المَكَانِ المُوْحِشِ مُنْقَطِعِي أَسْبَابِ الحَيَاةِ بِالْكُلِّيَّةِ، وَتَذَكَّرْنَا مَا أَظْهَرَهُ اللهُ ø مِنَ الكَرَامَةِ مِنْ إِخْرَاجِ المَاءِ لَهُمَا، كَانَ فِي ذَلِكَ مَصَالِحُ عَظِيْمَةٌ، وَكَذَلِكَ فِي الجِمَارِ إِذَا فَعَلْنَاهُ فَتَذَكَّرْنَا أَنَّ سَبَبَهُ رَمْيُ إِبْلِيْسَ بِالجِمَارِ فِي هَذِهِ المَوَاضِعِ عِنْدَ إِرَادَةِ الخَلِيْلِ ذَبْحَ وَلَدِهِ @ كَانَ لِذَلِكَ مَوْقِعٌ عَظِيْمُ النَّفْعِ فِي الدِّيْنِ.

[حكم دخول الكعبة المشرفة، وفضل الطواف والصلاة والنظر إليه]

  (فَصْلٌ): يُسْتَحَبُّ دُخُولُ الكَعْبَةِ المُشَرَّفَةِ، وَقَدْ سَبَقَ ذِكْرُ دُخُولِهِ ÷ فِي اسْتِلَامِ الأَرْكَانِ.

  وَعَنْهُ ÷: «مَنْ دَخَلَ البَيْتَ دَخَلَ فِي حَسَنَةٍ، وَخَرَجَ مِنْ سَيِّئَةٍ، وَخَرَجَ مَغْفُورًا لَهُ»، رَوَاهُ فِي (الشِّفَاءِ) عَنْ بِلَالٍ، وَأَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ، وَالبَيْهَقِيُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.