[حكم المبيت في منى ليلة عرفة (التروية)]
  فَفِي (الْجَامِعِ الْكَافِي): «قَالَ أَبُو ذَرٍّ وَغَيْرُهُ مِنَ الصَّحَابَةِ: كَانَ فَسْخُ الْحَجِّ خَاصًّا لِأَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ ÷». انْتَهَى.
  وَأَخْرَجَ أَبُو دَاوُدَ عَنْ أَبِي ذَرٍّ: «لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ إِلَّا لِلْرَّكْبِ الَّذِيْنَ كَانُوا مَعَ رَسُولِ اللهِ ÷»، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيْحِهِ عَنْهُ بِمَعْنَاهُ، وَكَذَا النَّسَائِيُّ.
  وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ عَنْ بِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: «قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ فَسْخَ الْحَجِّ إِلَى الْعُمْرَةِ لَنَا خَاصَّةً أَمْ لِلْنَّاسِ عَامَّةً؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ÷: «بَلْ لَنَا خَاصَّةً»».
  وَأَخْرَجَ أَبُو دَاوُدَ عَنْ عُثْمَانَ: «كَانَتْ لَنَا، لَيْسَتْ لَكُمْ».
  قَالَ العَلَّامَةُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيْلَ الأَمِيْرُ فِي (المِنْحَةِ) حَاكِيًا عَنِ ابْنِ القَيِّمِ: «وَزَعَمَ أَنَّهُ مَنْ أَهَلَّ بِالْحَجِّ ثُمَّ قَدِمَ مَكَّةَ وَطَافَ وَسَعَى فَقَدْ أَحَلَّ بِغَيْرِ اخْتِيَارِهِ، إِلَى قَوْلِهِ: فَعَلَى رَأْيِهِ وَمَنْ مَعَهُ لَا يُمْكِنُ حَجُّ الإِفْرَادِ أَصْلًا.
  قَالَ: وَقَدْ طَوَّلَ البَحْثَ ابْنُ القَيِّمِ فِي المَسْأَلَةِ، وَلَم يَأْتِ بِمَا يُشْفِي فِي بَحْثِهِ، بَلْ جَنَحَ إِلَى تَقْوِيمِ مَذْهَبِ أَحْمَدَ بِمَا لَا يَخْفَى أَنَّهُ غَيْرُ قَوِيمٍ». انْتَهَى المُرَادُ بِاخْتِصَار، وَلَا يَسَعُ المُقَامُ الإِكْثَار.
[حكم الْمَبِيْتِ في منى ليلة عرفة (التروية)]
  «وَرَكِبَ رَسُولُ اللهِ ÷، فَصَلَّى بِهَا الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَالمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ وَالْفَجْرَ، ثُمَّ مَكَثَ قَلِيْلًا حَتَّى طَلَعَتِ