(فصل: النسك الثامن: المرور بالمشعر الحرام، والمقصود به هنا: المزدلفة كلها)
  فَلَوْ دَفَعَ مِنْ مُزْدَلِفَةَ قَبْلَ الشُّرُوقِ وَبَعْدَ الفَجْرِ وَعَادَ إِلَيْهَا وَلَمْ يَخْرُجْ إِلَّا بَعْدَ الشُّرُوقِ لَمْ يَلْزَمْهُ دَمٌ؛ لِأَنَّهُ صَدَقَ عَلَيْهِ أَنَّهُ قَدْ دَفَعَ قَبْلَ الشُّرُوقِ، وَمَرَّ بِالمَشْعَرِ بَعْدَ الفَجْرِ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، فَقَدْ فَعَلَ مَا أُمِرَ بِهِ، وَلَمْ يَرِدْ نَهْيٌ عَنِ العَوْدِ إِلَيْهَا.
  وَقَدْ أَدْخَلَ فِي (البَحْرِ) وَ (الأَزْهَارِ) وَغَيْرِهِمَا هَذَينِ النُّسُكَيْنِ فِي المَبْيِتِ، فَجَعَلُوا المَنَاسِكَ عَشَرَةً، مَعَ أَنَّهُمَا نُسُكَانِ عِنْدَهُمْ، وَذَكَرْتُهُمَا مُنْفَرِدَيْنِ؛ زِيَادَةً فِي الإِيْضَاحِ.
(فَصْلٌ: النُّسُكُ الثَّامِنُ: المُرُورُ بِالمَشْعَرِ الحَرَامِ، وَالمَقْصُودُ بِهِ هُنَا: المُزْدَلِفَةُ كُلُّهَا)
  وَوَقْتُ المُرُورِ بِالمَشْعَرِ الْحَرَامِ: بَعْدَ طُلُوعِ الفَجْرِ يَومَ النَّحْرِ إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ.
  وَعِنْدَ أَبِي حَنِيفَةَ، وَالشَّافِعِيِّ: أَنَّهُ مُسْتَحَبٌّ.
  (فَائِدَةٌ): اعْلَمْ أَنَّهُ يُطْلَقُ المَشْعَرُ الْحَرَامُ عَلَى المُزْدَلِفَةِ كُلِّهَا.
  وَيَدُلُّ عَلَيْهِ خَبَرُ ابْنِ عَبَّاسٍ ® الطَّوِيْلُ فِي تَعْلِيْمِ جِبْرِيلَ # لِإِبْرَاهِيْمَ ÷ الْمَنَاسِكَ.
  وَفِيْهِ: «أَنَّهُ أَتَى بِهِ جَمْعًا، فَقَالَ: «هَذَا الْمَشْعَرُ الْحَرَامُ»»، أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي (الْكَبِيْرِ).
  قَالَ الْهَيْثَمِيُّ: «رِجَالُهُ ثِقَاتٌ».
  وَهْوَ مُرَادُ الإِمَامِ الْهَادِي إِلَى الْحَقِّ # فِي قَوْلِهِ: «حَدُّ الْمَشْعَرِ