كتاب الحج والعمرة،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

(فصل: النسك الثامن: المرور بالمشعر الحرام، والمقصود به هنا: المزدلفة كلها)

صفحة 202 - الجزء 1

  إِلَى الْمَأْزِمَيْنِ إِلَى الْحِيَاضِ إِلَى وَادِي مُحَسِّرٍ».

  وَيُطْلَقُ عَلَى مَوْضِعٍ خَاصٍّ مِنَ الْمُزْدَلِفَةِ.

  كَمَا فِي خَبَرِ الإِمَامِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيْهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِيٍّ $: (ثُمَّ يَبِيْتُونَ بِهَا، فَإِذَا صَلَّى الْفَجْرَ وَقَفَ بِالنَّاسِ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ حَتَّى تَكَادَ الْشَّمْسُ تَطْلُعُ، ثُمَّ يُفِيضُونَ وَعَلَيْهِمُ الْسَّكِيْنَةُ وَالوَقَارُ).

  وَفِي خَبَرِ الصَّادِقِ، عَنِ البَاقِرِ، عَنْ جَابِرٍ: «حَتَّى أَتَى الْمُزْدَلِفَةَ، فَصَلَّى بِهَا الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ بِأَذَانٍ وَاحِدٍ وَإِقَامَتَيْنِ، وَلَمْ يُسَبِّحْ بَيْنَهُمَا شَيْئًا، ثُمَّ اضْطَجَعَ رَسُولُ اللهِ ÷ حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ، وَصَلَّى الْفَجْرَ حِينَ تَبَيَّنَ لَهُ الصُّبْحُ، بِأَذَانٍ وَإِقَامَةٍ، ثُمَّ رَكِبَ الْقَصْوَاءَ، حَتَّى أَتَى الْمَشْعَرَ الْحَرَامَ، فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، فَدَعَا اللَّهَ وَكَبَّرَهُ وَهَلَّلَهُ وَوَحَّدَهُ، فَلَمْ يَزَلْ وَاقِفًا حَتَّى أَسْفَرَ جِدًّا، فَدَفَعَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ»، الْخَبَرَ.

  وَالَّذِي يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الإِمَامَ الْهَادِي # أَرَادَ فِي تَحْدِيْدِهِ لِلْمَشْعَرِ المَعْنَى العَامَّ، وَأَنَّهُ يُثْبِتُ المَعْنَى الْخَاصَّ قَوْلُهُ فِي (الأَحْكَامِ): «فَإِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ، فَلْيَرْتَحِلْ وَلِيَمْضِ حَتَّى يَقِفَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ، وَيَذْكُر اللهَ سُبْحَانَهُ».

  وَقَدْ سَبَقَ لَهُ أَنْ قَالَ فِي حَجِّ إِبْرَاهِيْمَ ÷: «وَيُقَالُ - واللهُ أَعْلَمُ -: إِنَّهَا إِنَّمَا سُمِّيَتْ مُزْدَلِفَةَ لِازْدِلَافِ النَّاسِ مِنْهَا إِلَى مِنًى،