كتاب الحج والعمرة،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

(فائدة: من أين تؤخذ الحصى؟)

صفحة 208 - الجزء 1

  وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللهِ ÷ غَدَاةَ العَقَبَةِ وَهْوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ:

  «هَاتِ الْقُطْ لِي»، فَلَقَطْتُ لَهُ حَصَيَاتٍ مِنْ حَصَيَاتِ الْخَذْفِ، فَلَمَّا وَضَعْتُهُنَّ فِي يَدِهِ، قَالَ: «بِأَمْثَالِ هَؤُلَاءِ، إِيَّاكُمْ وَالغُلُوَّ فِي الدِّيْنِ؛ فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ الغُلُوُّ فِي الدِّيْنِ»»، أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ.

  فَهَذَا العَمَلُ الَّذِي اعْتَادَهُ الكَثِيْرُ لَيْلَةَ مُزْدَلِفَةَ مِنَ الاِشْتِغَالِ بِلَقْطِهَا مَعَ مَا يَحْصُلُ بِهِ مِنَ الأَذَى بِمُرُورِ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ، وَإِيْقَاظِ النَّائِمِيْنَ، وَقَدْ يَتَلَوَّثُ بِالنَّجَاسَاتِ، لَا أَصْلَ لَهُ.

  وَهْيَ تُجْزِي مِنْ أَيِّ مَكَانٍ بِالإِجْمَاعِ مَا لَمْ تَكُنْ مُسْتَعْمَلَةً أَوْ مَغْصُوبَةً أَوْ مُتَنَجِّسَةً.

  وَإِنَّمَا اسْتُحِبَّ تَقْدِيْمُ أَخْذِهَا قَبْلَ الوُصُولِ إِلَى الْجَمْرَةِ؛ لِئَّلَا يَشْتَغِلَ عَنِ الرَّمْيِ، لَكِنْ لَا عَلَى هَذِهِ الصِّفَةِ المُشْتَمِلَةِ عَلَى عِدَّةِ مَكُرُوهَاتٍ.

  فِي (أَمَالِي أَحْمَدَ بْنِ عِيْسَى) بِالسَّنَدِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ [البَاقِرِ] $: «وَخُذِ الْحَصَى مِنَ المُزْدَلِفَةِ إِنْ شِئْتَ أَوْ رَحْلِكَ بِمِنًى، كُلُّ ذَلِكَ لَا بَأْسَ بِهِ، وَلتَكُنْ كُلُّ حَصَاةٍ قَدْرَ أَنْمُلَةِ حَصَى الْخَذْفِ»، إِلخ.

  وَصَحَّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الحَسَنِ @ أَنَّهُ أَخَذَهَا مِنْ مِنًى.

  وَقَالَ القَاسِمُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ @: «يُسْتَحَبُّ حَمْلُهُ مِنَ المُزْدَلِفَةِ،