(حكم أهل الأعذار):
  وَفِي (أَمَالِي أَحْمَدَ بْنِ عِيْسَى) بِسَنَدِهِ عَنِ البَاقِرِ، قَالَ: «رَخَّصَ رَسُولُ اللهِ ÷ لِلْرُّعَاةِ أَنْ يَرْمُوا لَيْلًا»، الْخَبَرَ.
  وَعَنْ عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ «أَنَّ رَسُولَ اللهِ ÷ رَخَّصَ لِرُعَاةِ الإِبِلِ فِي البَيْتُوتَةِ عَنْ مِنًى، يَرْمُونَ يَوْمَ النَّحْرِ، ثُمَّ يَرْمُونَ الْغَدَاةَ، وَمِنْ بَعْدِ الْغَدِ لِيَوْمَيْنِ، ثُمَّ يَرْمُونَ يَوْمَ النَّفْرِ»؛ رَوَاهُ الْخَمْسَةُ، وَصَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ.
  وَفِي رِوَايَةٍ: «[أَنَّ النَّبِيَّ ÷] رَخَّصَ لِلرُّعَاةِ أَنْ يَرْمُوا يَوْمًا، وَيَدَعُوا يَوْمًا». رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ.
  وَالصَّحِيْحُ أَنَّهُ يَلْحَقُ بِالْعَبَّاسِ وَالرُّعَاةِ سَائِرُ أَهْلِ الأَعْذَارِ.
  وَفِي (الشَّرْحِ) - نَقْلًا عَنِ (الانْتِصَارِ) وَ (الشِّفَاءِ) -: «فَأَمَّا مَنْ لَهُ عُذْرٌ كَمَنْ يَشْتَغِلُ بِمَصْلَحَةٍ عَامَّةٍ لِلْمُسْلِمِيْنَ، أَوْ أَمْرٍ يَخْصُّهُ مِنْ طَلَبِ ضَالَّةٍ أَوْ مَرَضٍ أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ فَلَمْ يَجِبْ عَلَيْهِم الْمَبِيْتُ بِمِنًى؛ لِأَنَّهُ ÷ رَخَّصَ فِي ذَلِكَ لِلْعَبَّاسِ؛ لِأَجْلِ السِّقَايَةِ، وَرَخَّصَ لِلْرُّعَاةِ» انْتَهَى.
(حُكْمُ أَهْلِ الأَعْذَارِ):
  لَكِنَّ أَهْلَ الْمَذْهَبِ وَمَنْ وَافَقَهُمْ يُوْجِبُونَ عَلَيْهِم الدَّمَ؛ عَمَلًا بِعُمُومِ مَا رُوِيَ: «مَنْ تَرَكَ نُسُكًا فَعَلَيْهِ دَمٌ»، الْخَبَرُ السَّابِقُ.
  وَالْمُخْتَارُ عَدَمُ الوُجُوبِ؛ إِذْ لَمْ يُنْقَلْ أَنَّهُ أَلْزَمَهُمْ بِالدَّمِ، وَهْوَ فِي مَقَامِ البَيَانِ.