(النسك الثاني عشر: طواف الوداع)
  عَلِيٍّ # - بَاتَ بِهَا، فَلَمَّا رَأَى المَدِيْنَةَ كَبَّرَ ثَلَاثًا، وَقَالَ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهْوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ؛ آيِبُونَ، تَائِبُونَ عَابِدُونَ، سَاجِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ، صَدَقَ اللهُ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ».
  وَحُكْمُهُ فِي النَّقْصِ وَالتَّفْرِيْقِ مَا سَبَقَ فِي طَوَافِ الْقُدُومِ.
  وَيُعِيْدُهُ مَنْ أَقَامَ بِمَكَّةَ أَوْ مِيْلِهَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ عَلَى المَذْهَبِ.
  وَمَنِ اشْتَغَلَ بَعْدَ الْفَرَاغِ مِنْ رَكْعَتَي طَوَافِهِ بِشَرَاءِ زَادٍ أَوْ صَلَاةِ جَمَاعَةٍ لَمْ يُعِدْهُ؛ إِذْ لَا يُعَدُّ مُتَرَاخِيًا.
  وَعِنْدَ عَطَاءٍ أَنَّهُ يُعِيْدُهُ، وَقَالَ الشَّافِعِيُّ وَأَحْمَدُ: «إِنَّهُ يُعِيْدُهُ إِنْ أَقَامَ بَعْدَهُ لِتَمْرِيْضٍ وَنَحْوِهِ».
  وَقَالَ أَبُو حَنِيْفَةَ: «لَا يُعِيْدُهُ وَلَوْ لِشَهْرَيْنِ».
  وَقَالَ الإِمَامُ المَنْصُورُ باللهِ: «لَهُ بَقِيَّةُ يَومِهِ فَقَطْ». قَالَ فِي (الرَّوْضِ): «وَهْوَ أَقْرَبُ الأَقْوَالِ».
  قُلْتُ: وَهْوَ الرَّاجِحُ، وَهْوَ الَّذِي يُفِيْدُهُ نَصُّ الإِمَامِ الْهَادِي إِلَى الْحَقِّ فِي (الأَحْكَامِ) كَمَا يَأْتِي(١).
  وَفِيْهِ(٢): «مَنْ وَدَّعَ ثَالِثَ النَّحْرِ أَجْزَاهُ إِجْمَاعًا إِنْ نَفَرَ.
(١) سيأتي في نهاية دعاء الوداع.
(٢) أي في (الروض النضير).