كتاب الحج والعمرة،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

(فصل):

صفحة 254 - الجزء 1

  عَنْ بَيْتِكَ دَارِي، هَذَا أَوَانُ انْصِرَافي إِنْ أَذِنْتَ لِي غَيْرَ مُسْتَبْدِلٍ بِكَ وَلَا بِبَيْتِكَ، وَلَا رَاغِبٍ عَنْكَ وَلَا عَنْ بَيْتِكَ، اللَّهُمَّ فَأَصْحِبْنِي الْعَافِيَةَ فِي بَدَنِي، وَالْعِصْمَةَ فِي دِيْنِي، وَأَحْسِنْ مُنْقَلَبِي، وَارْزُقْني طَاعَتَكَ مَا أَبْقَيْتَنِي، وَاجْمَعْ لِي خَيْرَي الآخِرَةِ وَالدُّنْيَا؛ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

  وَيَفْتَتِحُ هَذَا الدُّعَاءَ وَيَخْتِمُهُ بِالثَّنَاءِ عَلَى اللهِ سُبْحَانَهُ، وَالصَّلَاةِ عَلَى رَسُولِهِ ÷، كَمَا هُوَ مُسْتَحَبٌّ فِي غَيْرِهِ مِنَ الدُّعَاءِ.

  وَإِنْ كَانَتْ حَائِضًا أَوْ نُفَسَاءَ اسْتُحِبَّ لَهَا أَنْ تَقِفَ حَوْلَ بَابِ المَسْجِدِ إِنْ أَمْكَنَ بِدُونِ زِحَامٍ، وَتَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ أَوْ غَيْرِهِ.

  وَقَالَ الإِمَامُ الْهَادِي إِلَى الْحَقِّ فِي (الأَحْكَامِ): «فَإِذَا عَزَمَ عَلَى النَّفْرِ، نَفَرَ مِنْ مِنًى فَأَتَى الْكَعْبَةَ فَطَافَ بِهَا سَبْعَةَ أَشْوَاطٍ، وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ الْبَيْتُ بَيْتُكَ، وَالْحَرَمُ حَرَمُكَ، وَالْعَبْدُ عَبْدُكَ، وَهَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنَ النَّارِ، اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ سَعْيًا مَشْكُورًا، وَحَجًّا مَبْرُورًا، وَذَنْبًا مَغْفُورًا، وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا، اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ بَيْتِكَ الْحَرَامِ، الَّذِي جَعَلْتَهُ قِبْلَةً لِأَهْلِ الإِسْلَامِ، وَفَرَضْتَ حَجَّهُ عَلَى جَمِيعِ الأَنَامِ، اللَّهُمَّ


= بِهِ، وَالِاسْمُ: الْمِنَّةُ - بِالْكَسْرِ -، وَالْجَمْعُ: مِنَنٌ، مِثْلُ: سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ، وَقَوْلُهُمْ فِي التَّلْبِيَةِ: وَإِلَّا فَمُنَّ الْآنَ، أَيْ: وَإِنْ كُنْتَ مَا رَضِيْتَ فَامْنُنْ الْآنَ بِرِضَاكَ». تمت من (المصباح المنير).