(الشرط الأول: أن ينويه)
  يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ}[البقرة: ١٩٦]، وَلَمْ يُرِدِ المَسْجِدَ الحَرَامَ وَحْدَهُ إِجْمَاعًا، وَلَا تَخْصِيْصَ أَقْرَبُ مِنْ ذَلِكَ.
  وَلِكَوْنِ مَنْ دَاخِلِ المَوَاقِيْتِ يَدْخُلُونَ بِغَيْرِ إِحْرَامٍ، فَهُمْ كَالمَكِّيِّ.
  وَعِنْدَ الشَّافِعِيِّ: حَاضِرُ المَسْجِدِ الحَرَامِ: مَنْ لَمْ يَكُنْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الحَرَمِ مَسَافَةُ قَصْرٍ.
  وَعِنْدَ مَالِكٍ: أَهْلُ مَكَّةَ وَذِي طُوى؛ إِذْ هُوَ السَّابِقُ إِلَى الفَهْمِ.
  وَعِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَمُجَاهِدٍ، وَالثَّوْرِيِّ، وَطَاوُوسٍ، وَالإِمَامِ يَحْيَى: مَنْ كَانَ فِي الحَرَمِ المُحَرَّمِ؛ إِذْ هُوَ المَفْهُومُ.
  (مَسْأَلَةٌ): قَالَ المُؤَيَّدُ باللهِ - وخَرَّجَهُ للإِمَامِ الْهَادِي -، وَالإِمَامُ يَحْيَى، وَالشَّافِعِيُّ، وَمَالِكٌ: يَصِحُّ التَّمَتُّعُ مِنْ حَاضِرِي المَسْجِدِ الحَرَامِ، وَلَا هَدْيَ عَلَيْهِمْ؛ إِذ الإِشَارَةُ إِلَى الهَدْيِ؛ لِكَوْنِهِ أَقْرَبَ.
  وَأُجِيْبَ: بِأَنَّهُ لَوْ كَانَ المُرَادُ: الهَدْيَ، لَأَتَى بِـ «عَلَى»، وَلَمَا جَاءَ بِصِيْغَةِ البَعِيْدِ وَهْوَ (ذَلِكَ).
  فَلَوْ تَمَتَّعَ مِنْ دَاخِلِ المَوَاقِيْتِ صَحَّتْ مِنْهُم العُمْرَةُ وَالحَجُّ إِفْرَادًا، وَيَأْثَمُونَ، وَيَلْزَمُهُمْ دَمٌ إِنِ اعْتَمَرُوا فِي أَيَّامِ التَّشْرِيْقِ.
  وَلَوْ خَرَجَ المَكِّيُّ إِلَى خَارِجِ المِيْقَاتِ صَحَّ مِنْهُ التَّمَتُّعُ. وَقَالَ المَنْصُورُ باللهِ: لَا يَصِحُّ.