كتاب الحج والعمرة،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

(فصل: في العمل عند الخروج)

صفحة 30 - الجزء 1

  لَمُنْقَلِبُونَ). وَقَالَ: (رَبِّ اغْفِرْ لِي؛ إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ).

  وَمِمَّا صَحَّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيْهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: «لَمَّا تَوَجَّهَ رَسُولُ اللهِ ÷ إِلَى مَكَّةَ فَاسْتَوَى عَلَى رَاحِلَتِهِ قَالَ: «اللَّهُمَّ هَذِهِ حَمُولَتُكَ، وَالوَجْهُ إِلَيْكَ، وَالسَّعْيُ إِلَيْكَ، وَقَد اطَّلَعْتَ مِنِّي عَلَى مَا لَمْ يَطَّلِعْ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِكَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ سَفَرِي هَذَا كَفَّارَةً لِمَا كَانَ قَبْلَهُ، وَاقْضِ عَنِّي مَا افْتَرَضْتَ عَلَيَّ فِيْهِ، وَكُنْ عَوْنًا لِي عَلَى مَا شَقَّ عَلَيَّ فِيْهِ»».

  قُلْتُ: وَالرُّكُوبُ عَلَى الطَّائِرَةِ وَالسَّيَّارَةِ أَشْبَهُ بِرُكُوبِ الفُلْكِ⁣(⁣١)، فَيُقَالُ فِيْهَا: {بِسْمِ اللَّهِ مَجْراهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ٤١}⁣[هود]، مَعَ هَذِهِ الأَدْعِيَةِ وَغَيْرِهَا، وَالْقَصْدُ الإِشَارَةُ.

  وَتُوَدِّعُ أَهْلَكَ وَجِيْرَانَكَ وَإِخْوَانَكَ، فَيَقُولُ المُوَدِّعُ: «أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ دِيْنَكَ وَأَمَانَتَكَ وَخَوَاتِيْمَ عَمَلِكَ»، وَهَذَا مَرْوِيٌّ عَنِ الرَّسُولِ ÷.

  وَرُوِيَ أَيْضًا قَوْلُهُ ÷ فِي الوَدَاعِ: «زَوَّدَكَ اللَّهُ التَّقْوَى، وَغَفَرَ ذَنْبَكَ، وَيَسَّرَ لَكَ الْخَيْرَ حَيْثُمَا كُنْتَ».

  وَيَقُولُ المُسَافِرُ: «أَسْتَوْدِعُكُمُ اللهَ الَّذِي لَا تَضِيْعُ وَدَائِعُهُ»، وَهَذَا مَأْثُورٌ.


(١) أي السفينة.