[أيام النحر، والدليل على ذلك]
  وَقَدْ سَبَقَ بِالسَّنَدِ الصَّحِيْحِ عَنْ عَلِيٍّ #.
  وَفِيْهِ(١): وَقَدْ رُوِيَ مِنْ وَجْهَيْنِ - يَشُدُّ أَحَدُهُمَا الآخَرَ - عَنِ النَّبِيِّ ÷ أَنَّهُ قَالَ: «كُلُّ مِنى مَنْحَرٌ، وَكُلُّ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ ذَبْحٌ».
  رُوِيَ مِنْ حَدِيْثِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، وَفِيْهِ انْقِطَاعٌ، وَمِنْ حَدِيْثِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ.
  قَالَ: وَقَدْ رَوَى الْحَدِيْثَ فِي (مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ) عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، وَقَالَ: رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي (الأَوْسَطِ)، وَرِجَالُ أَحْمَدَ وَغَيْرِهِ ثِقَاتٌ؛ انْتَهَى.
  وَذَهَبَ دَاوُدُ إِلَى أَنَّهُ يَوْمُ النَّحْرِ فَقَطْ؛ لِكَوْنِهِ مُجْمَعًا عَلَيْهِ، وَمَا عَدَاهُ مُخْتَلَفٌ فِيْهِ.
  وَيَدْفَعُهُ أَنَّ مُجَرَّدَ الاِخْتِلَافِ لَا يَدْفَعُ مَا ظَهَرَتْ صِحَّتُهُ مِنَ الأَقْوَالِ.
  وَذَهَبَ سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، وَسَلَمَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ إِلَى أَنَّ وَقْتَهُ مُمْتَدٌّ إِلَى هِلَالِ المُحَرَّمِ، وَاخْتَارَهُ ابْنُ حَزْمٍ، وَاحْتَجَّ بِأَنَّ الأُضْحِيَّةَ فِعْلُ خَيْرٍ وَقُرْبَةٍ إِلَى اللهِ، وَفِعْلُ الْخَيْرِ حَسَنٌ فِي كُلِّ وَقْتٍ، قَالَ تَعَالَى: {وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ}[الحج ٣٦]، فَلَمْ يَخُصَّ وَقْتًا مِنْ وَقْتٍ، وَلَا رَسُولُهُ ÷، وَلَمْ
(١) أي في (الروض).