كتاب الحج والعمرة،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[شروط الحج]

صفحة 32 - الجزء 1

(كِتَابُ الحَجِّ)

  وُجُوبُهُ مَعْلُومٌ مِنَ الدِّيْنِ ضَرُوْرَةً، وَهْوَ مِنَ الأَرْكَانِ الْخَمْسَةِ، وَهْوَ مِنَ الوَاجِبَاتِ المُقَيَّدَةِ بِالاِسْتِطَاعَةِ.

[شروط الحج]

  قَالَ الإِمَامُ الأَعْظَمُ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيْهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِيٍّ $ فِي قَوْلِ اللهِ ø: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}⁣[آل عمران: ٩٧]، قَالَ #: (السَّبِيْلُ: الزَّادُ وَالرَّاحِلَةُ). وَالمُرَادُ بِالزَّادِ: مَا يَكْفِيْهِ وَعَوْلَهُ ذَهَابًا وَإِيَابًا.

  وَأَمْنٌ، وَصِحَّةٌ يَسْتَمْسِكُ مَعَهَا قَاعِدًا، عَلَى تَفْصِيْلٍ فِي ذَلِكَ:

  فَعَنِ الإِمَامِ القَاسِمِ، وَالنَّاصِرِ، وَالمُرْتَضَى، وَمَالِكٍ: مَنْ قَدَرَ عَلَى الْمَشْيِ لَزِمَهُ؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {يَأْتُوكَ رِجَالًا} الآيَةَ [الحج: ٢٧].

  وَالأَمْنُ عَلَى النَّفْسِ وَالمَالِ وَالْبُضْعِ شَرْطٌ إِجْمَاعًا.

  وَالمَذْهَبُ - وَهْوَ قَوْلُ القَاسِمِ وَالْهَادِي، وَالْحَنَفِيَّةِ وَالشَّافِعِيَّةِ -: شَرْطٌ فِي الوُجُوبِ، كَالزَّادِ.

  وَعِنْدَ المُؤَيَّدِ باللهِ: لَا؛ إِذْ فَسَّرَ ÷ الاِسْتِطَاعَةَ بِالزَّادِ وَالرَّاحِلَةِ فَقَطْ.

  قُلْنَا: وَالأَمْنُ مَقِيْسٌ عَلَيْهِمَا. قُلْتُ: وَهْوَ مِنْ قِيَاسِ الأَوْلَى.

  وَالرَّاحِلَةُ لِمَنْ كَانَ عَلَى مَسَافَةِ قَصْرٍ، وَالزَّادُ كِفَايَتُهُ وَعَوْلَهُ