كتاب الحج والعمرة،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[معنى الإنشاء]

صفحة 362 - الجزء 1

  قُلْنَا: لَا يَتِمُّ إلَّا بِهِ فَكَانَ مِنْهُ.

  قُلْتُ: وَفِيْهِ نَظَرٌ، وَالْأَقْرَبُ قَوْلُ الْمُؤَيَّدِ.

  قَالَ فِي الحَوَاشِي: «وَجْهُ النَّظَرِ أَنَّ المُوْصِيَ لَوْ حَجَّ مِنْ غَيْرِ وَطَنِهِ أَجْزَاهُ، فَكَذَا الأَجِيْرُ». انْتَهَى.

  قُلْتُ: فَهَذَا خُلَاصَةُ مَا ذَكَرُوهُ فِي الإِنْشَاءِ، وَلَا يَخْفَى ضَعْفُ الاِحْتِجَاجِ عَلَى لُزُومِهِ.

  وَالمُخْتَارُ أَنَّهُ يَلْزَمُ السَّيْرُ مِنْ حَيْثُ عَيَّنَهُ المُوْصِي، وَإِنْ لَمْ يُعَيِّنْ فَمِنْ وَطَنِهِ، أَوْ مَا فِي حُكْمِهِ عَلَى مَا مَرَّ، وَذَلِكَ لِأَجْلِ امْتِثَالِ الوَصِيَّةِ إِنْ عَيَّنَ، وَلِانْصِرَافِهِ إِلَى العُرْفِ إِنْ لَمْ يُعَيِّنْ، وَلِهَذَا يُفَرَّقُ بَيْنَ الوَصِيَّةِ بِالْحَجَّةِ وَالبَلَاغَةِ.

  فَلَوِ اسْتَأْجَرَ المَعْذُورُ المَأْيُوسُ عَنْ نَفْسِهِ، أَوْ حَجَّ أَحَدٌ عَنْ أَبَوَيْهِ أَوْ نَحْوِهِمَا بِدُونِ وَصِيَّةٍ، صَحَّ ذَلِكَ مِنْ أَيِّ مَكَانٍ وَلَوْ مِنْ مَكَّةَ المُشَرَّفَةِ، واللهُ وَلِي التَّوْفِيْقِ.

[معنى الإنشاء]

  (فَائِدَةٌ): مَعْنَى الإِنْشَاءِ: أَنْ يَنْوِيَ أَنَّ سَيْرَهُ عَمَّن اسْتُؤْجِرَ لَهُ.

  وَلِلأَجِيْرِ أَنْ يَسْتَنِيْبَ بَعْدَ العَقْدِ مَنْ يُنْشِاءُ عَنْهُ إِلَى مَوْضِعِهِ وَلَوْ لِغَيْرِ عُذْرٍ، مَا لَمْ يُعَيَّنْ أَنَّهُ لَا يُنْشِاءُ إِلَّا هُوَ.