و (ندب الجهر بالتلبية):
  فَسَمِعُوهُ حِينَ اسْتَقَلَّتْ بِهِ نَاقَتُهُ [يُهِلُّ]، فَقَالُوا: إِنَّمَا أَهَلَّ حِينَ اسْتَقَلَّتْ بِهِ نَاقَتُهُ، ثُمَّ مَضَى، فَلَمَّا عَلَا عَلَى شَرَفِ الْبَيْدَاءِ أَهَلَّ، فَأَدْرَكَهُ أَقْوَامٌ، فَقَالُوا: إِنَّمَا أَهَلَّ رَسُولُ اللَّهِ ÷ حِينَ عَلَا عَلَى شَرَفِ الْبَيْدَاءِ، وَلَعَمُر اللَّهِ لَقَدْ أَوْجَبَ فِي مُصَلَّاهُ، وَأَهَلَّ حِينَ اسْتَقَلَّتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ، وَأَهَلَّ حِينَ عَلَا شَرَفَ الْبَيْدَاءِ». انْتَهَى.
  فَيُسَنُّ كُلُّ ذَلِكَ.
وَ (نُدِبَ الْجَهْرُ بِالتَّلْبِيَةِ):
  فِي (الْجَامِعِ الْكَافِي): «رَوَى مُحَمَّدٌ عَنِ النَّبِيِّ ÷ أَنَّهُ قِيْلَ لَهُ: أَيُّ الْحَجِّ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «الْعَجُّ، وَالثَّجُّ»(١)».
  وَفِي (شَرْحِ التَّجْرِيْدِ) عَنِ النَّبِيِّ ÷ أَنَّهُ قَالَ: «أَتَانِي جِبْرِيلُ وَأَمَرَنِي أَنْ آمُرَ أَصْحَابِي وَمَنْ مَعِي أَنْ يَرْفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بِالتَّلْبِيَةِ»، أَوْ قَالَ: «بِالإِهْلَالِ».
  وَعَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْهُ ÷: «أَتَانِي جِبْرِيلُ فَقَالَ: إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَأْمُرَ أَصْحَابَكَ أَنْ يَرْفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بِالتَّلْبِيَةِ؛ فَإِنَّهَا مِنْ شِعَارِ الحَجِّ»، أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ، وَابْنُ مَاجَه، وَابْنُ حِبَّانَ، واَلْحَاكِمُ، وَلَهَا طُرُقٌ مُسْتَوْفَاةٌ فِي البَسَايِطِ.
(١) قال في (تاج العروس): «العَجُّ: رَفْعُ الصَّوْتِ بِالتَّلْبِيَة».
وقال أيضًا: «(الثَّجُّ): سَفْكُ دماءِ البُدْنِ وغيرِهَا، وَسُئِلَ النَّبِيُّ ÷ عن الحَجِّ فقَال: «أَفْضَلُ الحَجِّ العَجُّ والثَّجُّ»، الثَّجُّ: (سَيَلانُ دَمِ الهَدْيِ) والأَضاحِي. والثَّجُّ: السَّيَلانُ».