(فصل: في آداب التلبية وغيرها)
  (فَائِدَةٌ): سُمِعَ فِي «أَنَّ الْحَمْدَ» الفَتْحُ: عَلَى تَقْدِيْرِ لَامِ الْعِلَّةِ، وَالْكَسْرُ: عَلَى الاِبْتِدَاءِ، أَي: الاِسْتِئْنَاف، وَالْوَجْهَانِ مُفِيْدَانِ لِلْتَّعْلِيْلِ، إِلَّا أَنَّهَا مَعَ الفَتْحِ جُمْلَةٌ، وَمَعَ الْكَسْرِ جُمْلَتَانِ.
  (فَائِدَةٌ أُخْرَى): مَحِلِّي - بَفَتْحِ المِيْمِ، وَكَسْرِ المُهْمَلَةِ -: أَي: مَكَانُ إِحْلَالِي.
(فَصْلٌ: فِي آدَابِ التَّلْبِيَةِ وَغَيْرِهَا)
  قَالَ فِي (الأَحْكَامِ): «ثُمَّ يُلَبِّي وَلَا يَفْحُشُ فِي تَلْبِيَتِهِ بِشِدِّةِ الصِّيَاحِ، وَلَا يُخَافِتُ بِهَا، وَكُلَّمَا عَلَا مِنَ الأَرْضِ نَشْزًا(١)، قَالَ: اللهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ. وَإِذَا انْحَدَرَ لَبَّى، وَلَا يَغْفُلُ التَّلْبِيَةَ الفَيْنَةَ بَعْدَ الفَيْنَة(٢)، وَيَتُوبُ إِلَى اللهِ مِنَ الْخَطِيْئَةِ، وَيَحْذَرُ الرَّفَثَ وَالفُسُوقَ وَالْجِدَالَ وَالْكَذِبَ؛ فَإِنَّهُ مِنَ الفُسُوقِ».
  وَفِي مَنْسَكِ الإِمَامِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ $: «فَعَلَيْكَ بِتَقْوَى اللهِ، وَذِكْرِهِ كَثِيْرًا، وَقِلَّةِ الْكَلَامِ إِلَّا فِي خَيْرٍ؛ فَإِنَّ مِنْ تَمَامِ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ أَنْ يَحْفَظَ الإِنْسَانُ نَفْسَهُ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {فَلَا رَفَثَ وَلَا
(١) «النَّشْزُ - بِوَزْنِ الْفَلْسِ - الْمَكَانُ الْمُرْتَفِعُ مِنَ الْأَرْضِ، وَجَمْعُهُ: (نُشُوزٌ). وَكَذَا النَّشَزُ - بِفَتْحَتَيْنِ -، وَجَمْعُهُ (أَنْشَازٌ) وَ (نِشَازٌ) - بِالْكَسْرِ - كَجَبَلٍ وَأَجْبَالٍ وَجِبَالٍ. وَنَشَزَ الرَّجُلُ: ارْتَفَعَ فِي الْمَكَانِ، وَبَابُهُ (ضَرَبَ، وَنَصَرَ)، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا}». تمت (من مختار الصحاح).
(٢) «(الْفَيْنَاتُ) السَّاعَاتُ. وَيُقَالُ: لَقِيتُهُ الْفَيْنَةَ بَعْدَ الْفَيْنَةِ، أَيِ الْحِينَ بَعْدَ الْحِينِ». من (المختار).