كتاب الحج والعمرة،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

(الاغتسال لدخول مكة والحرم)

صفحة 57 - الجزء 1

  التَّكْبِيرِ مُطْلَقًا فِي هَذِهِ المَوَاطِنِ مَا يَصْلُحُ لِلْتَّمَسُّكِ بِهِ لَا عِنْدَ الصُّعُودِ، وَلَا عِنْدَ غَيْرِهِ». انْتَهَى.

  فَإِنْ كَانَ عَرَفَ الرِّوَايَةَ فَهْوَ افْتِرَاءٌ، وَإِنْ جَهِلَهَا فَكَانَ الْوَاجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يَقُولَ: لَا أَعْلَمُ.

  وَكَمْ لَهُ مِنْ أَمْثَالِ هَذِهِ، وَلَسْنَا بِصَدَدِ المُجَارَاةِ، وَلَكِنْ لِلْتَّنْبِيْهِ، واللهُ وَلِيُّ التَّوْفِيْقِ.

  قَالَ أَئِمَّتُنَا $: وَيُلَبِّي فِي الأَسْحَارِ، وَعَقِيْبِ الصَّلَاةِ - وَلَو كَانَ جُنُبًا أَوْ حَائِضًا -؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ ÷ قَالَ لِعَائِشَةَ: «وَاصْنَعِي مَا يَصْنَعُ الحَاجُّ»، الْحَدِيْثَ. ذَكَرَهُ فِي (أَنْوَارِ التَّمَامِ).

(الاِغْتِسَالُ لِدُخُولِ مَكَّةَ وَالحَرَمِ)

  وَيُسْتَحَبُّ الاِغْتِسَالُ لِدُخُولِ مَكَّةَ المُشَرَّفَةِ وَالْحَرَمِ؛ لِمَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ ÷، وَعَلِيٍّ، وَالْحَسَنِ، وَالْحُسَيْنِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ $ أَنَّهُمْ كَانُوا يَغْتَسِلُونَ بِذِي طُوى، رَوَاهُ فِي (شَرْحِ التَّجْرِيْدِ)، ثُمَّ يَدْخُلُونَ مَكَّةَ المُكَرَّمَةَ.

  وَفِي (جَامِعِ الأُصُولِ): «وَذَكَرَ رَزِينٌ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ÷ اغْتَسَلَ لإِحْرَامِهِ، وَطَوَافِهِ، وَلِوُقُوفِهِ بِعَرَفَةَ». انْتَهَى.

  قَوْلُهُ: (بِذِي طوى) - هُوَ بِتَثْلِيْثِ المُهْمَلَةِ، مَقْصُورٌ، وَيُمَدُّ وَيُصْرَفُ وَيُمْنَعُ - وَادٍ عَلَى نَحْوِ فَرْسَخٍ مِنْ مَكَّةَ عَلَى طَرِيْقِ التَّنْعِيْمِ، وَيُعْرَفُ الآن بِالزَّاهِرِ.