كتاب الحج والعمرة،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

([القسم] الثالث: التماس الطيب)

صفحة 81 - الجزء 1

  وَفِي البُخَارِيِّ: أَنَّ يَعْلَى قَالَ لِعُمَرَ: أَرِنِي النَّبِيَّ ÷ حِينَ يُوْحَى إِلَيْهِ، قَالَ: فَبَيْنَمَا النَّبِيُّ ÷ بِالْجِعِرَّانَةِ⁣(⁣١)، وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ تَرَى فِي رَجُلٍ أَحْرَمَ بِعُمْرَةٍ، وَهْوَ مُتَضَمِّخٌ بِطِيْبٍ، فَسَكَتَ النَّبِيُّ ÷ سَاعَةً، فَجَاءَهُ الوَحْيُ، فَأَشَارَ عُمَرُ إِلَى يَعْلَى، فَجَاءَ يَعْلَى وَعَلَى رَسُولِ اللَّهِ ÷ ثَوْبٌ قَدْ أُظِلَّ بِهِ، فَأَدْخَلَ رَأْسَهُ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ ÷ مُحْمَرُّ الوَجْهِ، وَهْوَ يَغِطُّ، ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ، فَقَالَ: «أَيْنَ الَّذِي سَأَلَ عَنِ العُمْرَةِ؟»، فَأُتِيَ بِرَجُلٍ، فَقَالَ: «اغْسِلِ الْطِّيْبَ الَّذِي بِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، وَانْزِعْ عَنْكَ الْجُبَّةَ⁣(⁣٢)، وَاصْنَعْ فِي عُمْرَتِكَ كَمَا تَصْنَعُ فِي حَجَّتِكَ».

  وَأَخْرَجَهُ المُؤَيَّدُ باللهِ # مُخْتَصَرًا بِلَفْظِ: وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ وَهْوَ مُصْفَّرُ اللِّحْيَةِ وَالرَّأْسِ، وَفِيْهِ: «انْزَعْ عَنْكَ الْجُبَّةَ، وَاغْسِلْ عَنْكَ الصُّفْرَةَ».

  وَقَالَ: «وَفِي بَعْضِ الأَخْبَارِ: «اغْسِلْ عَنْكَ أَثَرَ الْخَلُوقِ⁣(⁣٣) وَالصُّفْرَة»». إِلَى آخِرِهِ.


(١) «الْجِعِرَّانَة: هُوَ مَوضِعُ مَعْرُوفٌ بَينَ مَكَّةَ وَالطَّائِف - بِكَسْر أَوَّلِهِ، وبكسر الْعَيْنِ، وَتَشْديد الرَّاء - وَيُقَال: بإسكانها، وَتَخْفِيف الرَّاء. قَالَ عَليُّ بنُ الْمَدِينِيِّ: أهل الْمَدِينَةِ يخففونها، وَأهلُ الْعِرَاقِ يشددونها، وَخَطَّأَ الْخطابِيُّ التَّشْدِيدَ». أفاده في (فتح الباري).

(٢) الجبة: «ثَوبٌ سَابِغٌ وَاسِعُ الكُمَّيْنِ مَشْقُوقُ الْمُقَدَّمِ يُلْبَسُ فَوقَ الثِّيَابِ وَالدِّرْعِ». أفاده في (المعجم الوسيط).

(٣) «الْخَلُوقُ - بِفَتْحِ الْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ -: نَوْعٌ مِنَ الطِّيبِ مُرَكَّبٌ فِيهِ زَعْفَرَانٌ». تمت من (فتح الباري).